يعتقد البعض أن فوز المنتخب السعودي أمام المنتخب العراقي وبتلك القوة والنتيجة قد جاء ردًا بالدرجة الأولى على تصريحات نائب رئيس الاتحاد العراقي، يونس محمود، الساخرة وغير المسؤولة بحق المنتخب. وهو التصريح الذي كان له بالفعل الأثر الأبلغ والأكبر في فوز المنتخب العريض -بعد توفيق الله- كما ظهر في تصريحات نجومنا وتلميحاتهم.
ولكن الرد، من وجهة نظري، لم يقتصر على يونس محمود فقط، بل شمل أيضًا، وبنسبة أقل، بعض الإعلاميين من بني جلدتنا، الذين غالوا مع الأسف الشديد في اغتيال المنتخب معنويًا والتنمر على بعض لاعبيه خلال الفترة الماضية، خاصة في المباراتين أمام البحرين واليمن على وجه الخصوص.
ولعل تصريح المحلل التلفزيوني، الذي عُرف بتصريح “جدتي”، وغيره الكثير مما يندى له الجبين في وسائل التواصل الاجتماعي، يؤكد ذلك. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل وصل حتى إلى الإذاعات، وكم دُهشت وأنا أستمع لإحدى الإذاعات الخاصة، فإذا بالمقدم، وهو بالمناسبة مراسل في ذات البرنامج الذي ورد فيه تصريح “جدتي”، يحاول إجبار ضيوفه على قول: “إن رينارد يفترض عليه أن يستبعد (البليهي) في مباراة العراق”! وهو ما يجعلنا نتساءل: “هل هكذا يكون الإعلام المسؤول والداعم للمنتخب؟”
أما أغرب وأطرف ذلك، فهو لأحد الإعلاميين الذي كان يُشعل معسكرات المنتخب قبل وأثناء أي بطولة باختلاق التصريحات التصادمية، ومنها ما سببه بين فهد الهريفي، المحلل وقتها، وياسر القحطاني في إحدى دورات الخليج. وقد انعكست تلك التصريحات بقوة داخل معسكر الأخضر قبل أن يخرج بخُفي حُنين. لكنه يخرج الآن ليستكثر على مراسل القناة السعودية الناقلة للدورة لأنه سأل لاعبي المنتخب عن رأيهم في تصريحات يونس محمود!
وأنا بالفعل لم أكن أؤيد هذا السؤال، لكن أن يأتي التحفظ من شخص كان يفوت مثل ذلك في فترات سابقة، حين كان مراسلًا يجوب الملاعب ويثير الجدل، ثم يأتي الآن ويُنظّر على رؤوس الأشهاد، فتلك مصيبة! هذا عدا تصريحه الكارثي قبل بداية الدورة، حين ذكر: “إن رينارد تحول إلى ما يطلبه سالم الدوسري!”
