المقالات

وماذا عن العام الجديد 2025؟

توسعت الحرب الإسرائيلية على غزة لتشمل الحرب على حزب الله وايران والحوثيين، وخسر حزب الله أمينه العام حسن نصر الله، كما خسرت حماس زعيميها إسماعيل هنية ويحي السنوارالذين اغتالتهم إسرائيل، وأصبح من الصعب الحديث عن توقع نهاية قريبة للحرب في غزة أو للنزاع الحوثي مع إسرائيل وحليفتيها الولايات المتحدة وبريطانيا، كما يظل وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله هشًا، بما يؤشر لاستمرار الحرائق المشتعلة في منطقة الشرق الأوسط. وانتهى عهد الأسد في سوريا بشكل دراماتيكي وفجائي وأصبحت سوريا وهي تطرق أبواب عام جديد أمام مرحلة جديدة يصعب التنبؤ بملامحها. وتميز عام 2024 بالانتخابات في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك في الهند، لكن تظل الانتخابات الأمريكية هي الأبرز على الإطلاق، حيث شهد الحزب الديمقراطي الأمريكي تراجعًا بانسحاب جو بايدن من السباق الرئاسي أولا ثم بالفوز الكاسح الذي حققه ترامب على مرشحة الحزب الديمقراطي كمالا هاريس، رغم تعرض ترامب لمحاولة اغتيال وإدانته بـ 34 جناية. وسيظل العام 2024 يعرف بأنه العام الذي عاد فيه ترامب للرئاسة الأمريكية. واستمرت الحرب الروسية – الأوكرانية، والحرب الأهلية السودانية، دون أن تظهر آفاق لنهايات قريبة لتلك الحروب. وزادت الخسائر المدنية بنسبة 72٪ في جميع أنحاء العالم، وهي أكبر زيادة في عقد من الزمان، وذلك – وفق موقع “نيو ريبا بلك”- بفضل المذبحة الإسرائيلية في غزة والمذبحة الروسية في أوكرانيا. وشهدت دولا مثل فرنسا وألمانيا وكوريا الجنوبية العديد من مظاهر الاضطرابات السياسية، وتباطأ التقدم نحو القضاء على الفقر والجوع، الركيزتان الأساسيتان لأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة لعام 2030. وشهد العام 2024 ارتفاعًا حادًا في الأسعار بشكل عام.
واستمر تغير المناخ في تدمير الكوكب دون أي ردود فعل إيجابية تذكر، حيث أطاح عام 2024 بعام 2023 باعتباره العام الأكثر سخونة على الإطلاق. وشهدت الأيام الأخيرة من العام – كما جرت العادة- عدة حوادث سقوط طائرات في أماكن عدة في العالم، وشهدت نهاية العام وفاة الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر عراب كامب دافيد عن عمر يناهز مائة عام.
ربما كانت تلك أهم الأحداث البارزة التي شهدها العام 2024.لكن يبقى السؤال : هل يمكن التنبؤ بما يمكن أن يحمله العام الجديد من أحداث ؟… وهل يمكن أن يكون العام 2025 عامًا أفضل من العام المنصرم بكل ما حفل به من حروب وكوارث وأزمات؟
يتطلع العالم إلى مجيء ترامب لحكم أمريكا للمرة الثانية على أنه عنصر أساس في كيفية صياغة مستقبل العالم في حقبة زمنية جديدة، فما سيتخذه ترامب من قرارات وخطط وسياسات مدشنًا عامه الأول في الإدارة لابد وأن يكون له تأثيره على سير الأحداث في العالم، فهناك العديد من التساؤلات التي ينتظر العالم من ترامب الإجابة عليها: كيف سيكون في إمكانه إنهاء حربي أوكرانيا وغزة في يوم واحد؟… وكيف ستكون علاقة واشنطن بأوروبا وإسرائيل وروسيا والصين وإيران؟ وكيف سيعيد أمريكا قوية ؟
يجمع المحللون على أن ترامب سيلعب دورًا حاسمًا في صياغة سياسات أمريكية جديدة لابد وأن تترك آثارها على علاقات واشنطن بدول العالم وفي تبلور سياسات أمريكية جديدة ترتكز إلى الواقعية مستفيدًا من فترة رئاسته الأولى التي ارتكب فيها العديد من الأخطاء.
لكن في كل الأحوال ستظل منطقة الشرق الأوسط مركز ارتطام عالمي وبؤرة التوترات في العالم وستظل محور اهتمام أي إدارة أمريكية جديدة – على الرغم من تظاهر واشنطن دائمًا بأن أولوياتها تنصب على الصين وجنوب شرق آسيا- ما لم تحل القضية الفلسطينية على أسس الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة من خلال حل الدولتين والمبادرة العربية للسلام.

د. إبراهيم فؤاد عباس

مؤرخ ومترجم وكاتب - فلسطين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى