التوازن في كل شيء من أهم معايير الحياة لكن لا يدرك الناس قيمة وأهمية وضرورة وفاعلية التوازن في حياة الفرد والمجتمع والبيئة والعالم إلا حين يكتوون باختلاله أو اضطرابه فالإنسان يبقى غافلا عن كثير من القيم العظيمة التي يتمتع بها مادامت منتظمة فلا ينتبه لأهميتها حتى يفقد التوازن ويعاني من الاختلال ……
إنك تدرك بوضوحٍ فاعليةَ التوازن حين تقارن بين شخص يتحرك بكل ثبات على حبل ممدود فوق فراغ مخيف كشلالات نياجرا أو ممدود بين برجي التجارة في نيويورك مقابل شخص اختل عنده جهاز التوازن فأصبح يرتعش وهو يمشي على الرصيف الثابت وليس على حبل ممدود فوق فراغ مخيف ……
الفيلسوف الكندي بول ثاغارد يقول بأنه لم ينتبه لأهمية التوازن إلا حين تعرض لاختلال مؤقت في الأذن الدخلية فأحس بأن الدنيا تدور فأخبره الطبيب بأن ما يعانيه هو عارض مؤقت قابل للشفاء فهذا الاختلال البسيط المؤقت أيقظه لأهمية التوازن ليس على المستوى الجسدي وإنما أيضا على المستوى النفسي وليس فقط على مستوى الفرد وإنما على كل المستويات الأُسرية والإجتماعية والعالمية وعلى مستوى الطبيعة بأكملها فألف كتابا مهما عن:
(التوازن: كيف يعمل وماذا يعني)
إن التوازن بالنسبة للفرد هو معيار فاعل على المستوى الجسدي والنفسي وعلى مستوى العلاقات وعلى مستوى الدخل والانفاق إن اختلال التوازن في أي جانب من حياة الفرد قد يضعه في مأزق يربك حياته ……
إن هدوء وطمأنينة الفرد وسكينته محكومة بالتوازن بين هرمونات الإثارة وهرمونات التهدئة وهذا من أبسط وأوضح فاعليات التوازن…….
مثال فردي آخر: الغدة الدرقية تفرز مادة تبعث النشاط فإذا كانت ذات إفراز مُفْرط فإن الشخص يكون متنبهًا وربما متوترًا وفي الغالب يكون نحيلا وإذا كان إفرازها أقل من احتياج الجسد ربما يكون الشخص خاملًا وتشتد قابليته للسمنة وليس هذا سوى نموذج على فاعلية التوازن وأضرار اختلالاته ……
من موضوعات كتاب (التوازن):
– لغز التوازن
– كيف يفشل التوازن
– خلق الإحساس بالتوازن
– التوازن والدماغ
– موازنة الحركة
– الدوار الناتج عن اضطرابات الأذن الداخلية
– الدوار الناتج عن اضطرابات الدماغ
– التوازن في علم النفس
– التوازن في الاقتصاد
– التوازن في السياسة
-إن الكتاب يستقصي مجالات التوازن والاختلال في مختلف المجالات المادية والنفسية والاجتماعية. وعمومًا علينا أن ندرك أهمية التوازن في كل شيء ……
0