المقالاتعام

حملات مملكة الإنسانية الإغاثية”: جهود كبيرة ومُقدّرة.. ومسيرة عطاء لا ينضب

تُعدُّ بلادنا الغالية “المملكة العربية السعودية” – ولله المِنة والفضل – من الدول الرائدة في الأعمال الإنسانية، وفي مد يد العون والعطاء والمساندة لمساعدة المحتاجين في معظم دول العالم ودعم الأفراد والدول الشقيقة والصديقة, لتُحرز قَصَبَ السَّبْق في مختلف هذه المجالات، حيث أرسى مؤسسها جلالة الملك الباني عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – طيب الله ثراه – قواعد العمل الإنساني في هذا الكيان الشامخ، ليسير أبناؤه البررة الملوك من بعده على نهجه وحتى هذا العهد الزاهر المشرق، في تعزيز جانب مد أيادي العون والمُساعدة إلى المجتمعات والشعوب والأمم المنكوبة والمتضررة حول العالم، وذلك انطلاقاً من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف التي توجب إغاثة الملهوف ومساعدة المحتاج، والمحافظة على ​حياة الإنسان وكرامته وصحته، لتُمثّل هذه الأعمال الجليلة، امتداداً طبيعيًا للأدوار الإنسانية للسعودية، ولرسالتها العالمية في هذا المجال.
تتجسّد هذه الجهود الإغاثية الكبيرة والمُقدّرة في الوقت الحالي، في عهد مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء – حفظهما الله –، وتتمثّل في التوجيهات الكريمة بإنشاء “مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية”، وتدشين أعماله في شهر مايو من العامّ 2015م، برأسمال يبلغ مليار ريال، والذي يأتي انطلاقاً من دور المملكة الإنساني والريادي تجاه المجتمع الدولي في جميع أنحاء العالم، واستشعاراً منها بأهمية هذا الدور المؤثِّر في رفع المعاناة عن الإنسان ليعيش حياة كريمة، وليكون مركزاً دوليًا مخصصًا للأعمال الإغاثية والإنسانية، وليعتمد في أعماله على ثوابت تنطلق من أهداف إنسانية سامية، ترتكز على تقديم المساعدات للمحتاجين، وإغاثة المنكوبين في أي مكان من العالم، مستهدفًا أهم القطاعات الحيوية، كالغذاء والتعليم والصحة والتغذية والمياه والإصحاح البيئي والإيواء وغيرها من القطاعات المهمة، والتي استفاد منها ملايين البشر من الفئات الأكثر ضعفًا واحتياجًا في الدول المستهدفة دون استثناء أو تمييز بين عرق أو دين أو لون، وذلك بآلية رصد دقيقة وطرق نقل متطوِّرة وسريعة، تتم من خلال الاستعانة بمنظمات الأمم المتحدة والمنظمات غير الربحية الدولية والمحلية ذات الموثوقية العالية في الدول المُستفيدة.
ولما يقتضيه النهج القويم الذي دأبت عليه مملكتنا الفتية منذ نشأتها؛ ولتجسيد ما تتصف به قيادتنا الرشيدة – أيدها الله – من شعور إنساني نبيل وحرص على مساعدة الأشقاء والأصدقاء في جميع أنحاء العالم، تتواصل أعمال الخير وتستمر في هذا العامّ الميلادي الجديد 2025م، حيث سيّر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، جسور إغاثية جوية وبرية سعودية لتقديم الإغاثة العاجلة للشعب السوري الشقيق، للإسهام في تخفيف آثار الأوضاع الصعبة التي يمر بها الشعب السوري في الوقت الحالي، وتضم الاحتياجات الضرورية والأساسية من مواد غذائية وإيوائية وطبية من ووقود ومشتقات طاقة وغيرها، والتي تأتي بالتوازي مع الاستعداد لمرحلة إعادة إعمار البنية التحتية في المدن السورية، بالإضافة قيام المملكة باستضافة ثلاثة ملايين سوري كمقيمين لا لاجئين، ووفرت لهم الخدمات الأساسية من تعليم وعلاج مجانًا، مع تسهيل اندماجهم في المجتمع.
هذه الجهود وغيرها، تؤكِّد الدور الذي تضطلع به المملكة في مد يد العون للدول الشقيقة والصديقة خلال مختلف الأزمات، وامتدادًا للدعم المتواصل المقدم من المملكة إلى الأشقاء في سوريا، والذي بدأ منذ اندلاع الأزمة في العام 2011م، ولا يزال متواصلاً حتى الوقت الراهن، حيث كانت المملكة – ممثلة بذراعها الإنساني مركز الملك سلمان للإغاثة –، من أوائل الدول التي وقفت مع الشعب السوري في محنته، عبر تقديم المنح والمساعدات الإغاثية والإنسانية إلى النازحين في الداخل وفي دول الجوار بسبب الصراع المسلح، وكذلك إلى المتضررين جراء الزلزال المدمر الذي طالت أضراره بعض المحافظات الواقعة في شمال سوريا في فبراير 2023م، حيث بلغ إجمالي المساعدات التي قدمتها المملكة للشعب السوري منذ عام 2011م إلى نهاية عام 2024م، نحو 856 مليونًا و891 ألف دولار أمريكي.
لتُشكل هذه الجهود والحملات الإغاثية السعودية، التي تُقدم عبر مركز الملك سلمان للإغاثة، إضافة مهمة لمساعدات المملكة التي تقدمها لنحو 106 دول حول العالم، الأمر الذي يعزز مكانتها كأحد أكبر الدول المانحة عالميًا، وفي الوقت نفسه، تُكرس جهود “المركز” الإغاثية التي تمت مؤخراً، ومنها اطلاقه حملة تبرعات لمساعدة الفئات المحتاجة حول العالم بعنوان “تعرّف وساهم”، في شعبان 1442هـ الموافق لشهر مارس 2021م. وأيضًا اطلاق “المركز” حملة شعبية عبر منصة “ساهم” لمساعدة الشعب السوداني الشقيق، في شهر شوال 1444هـ الموافق شهر مايو 2023م. وكذلك اطلاقه مبادرة تبرعات لمساعدة الفئات المحتاجة حول العالم بعنوان “خيرنا ما له حدود”، في رمضان 1445هـ الموافق لمارس 2024م، وغيرها من مبادرات وحملات.
ولا تزال عطاءات مملكة الخير متواصلة ومستمرة في مختلف بقاع ودول العالم، لمد يد العون للمحتاجين والمتضررين والفقراء، وذلك بتوجيهات حكيمة من حكومتنا الرشيدة – أيدها الله – بقيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو سيدي ولي عهده الأمين – حفظهما الله ورعاهما –.
* المُلحق الثقافي في سفارة خادم الحرمين الشريفين في أنقرة

د.م فيصل بن عبدالرحمن أسره

أستاذ الهندسة البيئية والمياه المشارك، بكلية الهندسة والعمارة الإسلامية بجامعة أم القرى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى