المقالات

الدبّاب أسرع يا نجم

وأنا في طريقي عند ساعة العصاري إلى مدينة جدة، تلك المدينة الساحرة التي تحمل لقب أم الرخا والشدة، حيث لا تنام أبداً. هناك على شواطئها الجميلة، يسهر السُيّاح مستمتعين بنسائم الليل العليلة. وبينما كنت أقترب من الغروب، في تلك سويعات الأصيل، توقّف السير فوق كبري الميناء. سمعت صدى أصوات الكوابح من كل جهة، وفجأة بدأ الاختناق المروري على الجانبين. شعرت حينها كما وصفها أحدهم: “زحمة يا دنيا زحمة ولا في رحمة”.

كان بودّي أن أسأل وأنشد عن الحال. وإذا بسيارة “نجم” بجانبي، فتحت نافذتي وسألت السائق:
“ما الذي يحدث؟”
فردّ قائلاً: “حادث تصادم وقع على بُعد كيلومترين بين مركبتين؛ إحداهما كبيرة والأخرى صغيرة. وأنا، كما ترى، عالق معكم في الزحام.”

شكرته وقلت له: “كان الله في عوننا وعونك، ونسأل الله السلامة للجميع.”

ولكن المفارقة المضحكة المبكية أن سيارة “نجم” كانت تسير معنا ببطء شديد وسط الزحام، مثلنا تماماً تمشي الهوينا لا ريث ولا عجل. وبين آهات أهلي وأنين أحفادي من خلفي، وبعد جهد شاق وصبر طويل، تجاوزت موقع الحادث. وعندما نظرت في المرآة الخلفية، وجدت أن سيارة “نجم” ما زالت تسير كالسُلحفاة، متأخرةً عن الوصول للحادث.

الحمد لله على سلامتي وسلامة الجميع، ولكن هذا الموقف أثار تساؤلاً في ذهني عن كفاءة استجابة “نجم” للحوادث، خاصة على الطرق السريعة.

مقترحات لتطوير استجابة “نجم”:

• عند وقوع حوادث على الطرق السريعة (Highways) أو الطرق الطويلة (Freeways)، يجب أن تكون فرق “نجم” مجهّزة بدراجات نارية سريعة تحمل لوحات تعريفية مكتوب عليها “نجم” ورقم خاص من الإدارة العامة للمرور. هذا سيساعدهم على الوصول إلى مواقع الحوادث في أسرع وقت، كما يفعل رجال المرور.

• تُخصص سيارات “نجم” للحوادث التي تقع داخل الأحياء أو على الطرق الداخلية في المدن والضواحي، حيث تكون السرعة أقل والزحام أقل تعقيداً.

هذا التطوير ليس مجرد رفاهية، بل ضرورة ملحة لتقديم خدمة أسرع وأكثر كفاءة، وضمان سلامة الجميع في أوقات الطوارئ.

فيصل سروجي

ماجستير علم نفس تربوي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى