الطوافة هذه المهنة العريقة التي ارتبطت بخدمة ضيوف الرحمن تمثل رمزاً للأصالة والكرم الذي انتقل عبر الأجيال. كانت الطوافة في بداياتها مهنة تقليدية تعتمد على الجهود الفردية والخبرة المتوارثة داخل الأسر التي تخصصت في خدمة الحجيج حيث كان المطوفون يستقبلون ضيوف الرحمن بقلوب مفتوحة ويد سخية يقدمون لهم العون ويتعلمون لغاتهم ولهجاتهم لتيسير مناسكهم.
العهد السعودي: بداية عهد التنظيم والتطوير
مع تأسيس المملكة العربية السعودية على يد الملك عبدالعزيز آل سعود -طيب الله ثراه- تحولت الطوافة من عمل عائلي إلى منظومة مؤسساتية منظمة. حيث تم تأسيس مؤسسات الطوافة لتنظيم العمل بشكل يضمن تقديم أفضل الخدمات للحجاج وهو ما مثل بداية عهد جديد للطوافة في إطار رؤية متكاملة تخدم الإسلام والمسلمين.
الطوافة في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز: قفزات نوعية
وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- شهدت الطوافة قفزات نوعية كبرى حيث أولت القيادة الرشيدة خدمة الحجاج والمعتمرين أولوية قصوى. بفضل التوجيهات السامية فتم إدخال التحول الرقمي في جميع خدمات الحج والعمرة إلى جانب تطوير البنية التحتية في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة.
وشهد هذا العهد توسعة الحرم المكي والمشاريع الكبرى مثل إنشاء البنية التحتية الكهربائية وزيادة طاقتها الإستيعابية بمشعر عرفات وأنظمة النقل الحديثة التي خففت الزحام وضمنت الراحة للحجاج. كما ساهمت المبادرات التقنية مثل التطبيقات الإلكترونية وبرامج الإرشاد الذكي في تسهيل الرحلة الإيمانية لضيوف الرحمن.
رؤية 2030: ودور ولي العهد الأمير محمد بن سلمان
تجسد الطوافة جزءاً من رؤية المملكة 2030 التي يقودها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد الأمين ورئيس مجلس الوزراء -حفظه الله- وتهدف الرؤية إلى تعزيز مكانة المملكة كوجهة إسلامية عالمية من خلال تحسين تجربة الحجاج والمعتمرين عبر مبادرات مبتكرة مثل برنامج “طريق مكة” الذي ييسر إجراءات السفر من بلدان الحجاج بإستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين الخدمات اللوجستية والروحانية للحجاج.
المؤتمر والمعرض السنوي: للحج والعمرة
وفي سياق التطوير المستمر لخدمات الحج والعمرة ينطلق الأسبوع القادم بمشيئة الله المؤتمر والمعرض السنوي للحج والعمرة تحت رعاية كريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- هذا الحدث السنوي يمثل منصة عالمية تستعرض فيها المملكة إنجازاتها ومبادراتها في خدمة ضيوف الرحمن بمشاركة خبراء ومختصين من جميع أنحاء العالم.
إن رعاية الملك سلمان للمؤتمر تؤكد حرص القيادة على تطوير منظومة الحج والعمرة بما يحقق تطلعات الحجاج والمعتمرين. كما يعكس المؤتمر التزام المملكة بتحقيق أعلى معايير الخدمة عبر تبادل الخبرات واستعراض أحدث الابتكارات التي تسهم في تحسين تجربة الحجيج.
إشادة ضيوف الرحمن
وما يميز المرحلة الحالية هو الإشادة الواسعة من ضيوف الرحمن بالخدمات المقدمة لهم. حيث أصبح الحاج يشعر براحة غير مسبوقة مع تسهيلات شاملة تعكس التفاني السعودي في خدمتهم.
نسأل الله أن يحفظ هذه البلاد المباركة وقيادتها الرشيدة وأن يوفق خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين لكل خير. اللهم اجعل المملكة دائماً منارة مضيئة لخدمة الإسلام والمسلمين وادِم عليها أمنها واستقرارها لتظل نموذجاً مشرفاً في خدمة ضيوف الرحمن
• عضو هيئة تدريس – جامعة المؤسس