لا شك أن مشاركة اللاعبين الأجانب في دوري روشن السعودي بهذا العدد الكبير جاءت وفق رؤية واستراتيجية محددة، تهدف إلى رفع مستوى الدوري السعودي ليكون من بين أفضل الدوريات في العالم. وهذا التوجه يستحق الشكر والتقدير لما حققه من قفزات نوعية على المستوى الفني والمتابعة الدولية.
مع ذلك، هناك من يرى أن العدد الكبير من المحترفين الأجانب أضر بمستوى اللاعب السعودي وقلل من فرص مشاركته، حيث أصبح حبيس دكة الاحتياط. الأمر الذي انعكس على أداء المنتخب السعودي بتراجع ملحوظ، لدرجة “فقدان الهوية الفنية”، كما ظهر في تصفيات كأس آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 والمستوى الباهت في بطولة خليجي 26. وإن كنت أختلف مع أصحاب هذا الرأي كون تراجع مستوى المنتخب وغيابه عن المنصات من سنوات طويلة وليس الآن.
من هذا المنطلق، وفي ظل التحولات الكبيرة التي تشهدها الرياضة السعودية، أقترح تخصيص أندية معينة من دوري روشن السعودي لتكون تحت إشراف وإدارة المنتخب الوطني.الهدف هو ضمان مشاركة اللاعبين السعوديين بشكل أساسي، خاصة لاعبي المنتخب الأول والمنتخب الأولمبي الذين لم يجدوا الفرصة الكافية للمشاركة في أندية صندوف الاستثمارات العامة.
آلية التنفيذ:
• تشكيل هيئة لإدارة المنتخبات الوطنية منفصلة عن اتحاد كرة القدم.
• اختيار أندية من مختلف مناطق المملكة على سبيل المثال: الرياض، الوحدة، الاتفاق، التعاون.
• إدارة هذه الأندية من قبل جهاز فني مرتبط بالمنتخب الوطني.
• تخصيص ميزانيات لهذه الأندية تعادل ميزانيات أندية صندوق الاستثمارات العامة لضمان جودة العمل.
• إعطاء الأولوية للاعبي المنتخب الأول والأولمبي للمشاركة الأساسية في هذه الأندية.
• الاستفادة من وجود كوكبة من النجوم العالميين في الدوري لتطوير اللاعبين المحليين.
المكاسب المتوقعة:
1. رفع المستوى الفني للدوري من خلال توفير لاعبين سعوديين جاهزين ومؤهلين.
2. زيادة الانسجام بين لاعبي المنتخب الوطني، مما ينعكس إيجابيًا على الأداء في البطولات الدولية.
3. زيادة المنافسة على اللقب بين الفرق، مما يعزز الإثارة في الدوري.
4. تعويض فكرة الدوري الرديف بمشاركة حقيقية وفعالة للاعبين السعوديين.
5. تعزيز تطوير اللاعبين الشباب الذين يمثلون المستقبل.
أهمية التصنيف الدوري للاعبين
كما أقترح أن يتم وضع نظام “شهادات تصنيف للاعبين” المشاركين في دوري روشن، يتم تجديدها كل سنتين على الأقل، لضمان استمرارية الأداء العالي وتقييم مستمر للمستويات الفنية.
أرى هذا المقترح يمثل أحد الحلول التي يمكن أن تحقق التوازن بين تطوير الدوري السعودي كواحد من أفضل الدوريات عالميًا، وضمان مشاركة اللاعب السعودي بشكل فعال لدعم المنتخبات الوطنية.
ختامًا، كل مشكلة لها حل، وهذا المقترح المتواضع أقدمه بين يدي سموكم الكريم، آملاً أن يسهم في تعزيز مكانة الدوري السعودي ودعم كرة القدم الوطنية لتحقيق رؤية المملكة 2030، والتي من أهم مكاسبها استضافة كأس العالم 2034 .
