#ذكرى
كُنْتُ أسيرُ في ضاحيةِ أَبْحُر الجنوبيَّةِ بِـ #جُدَّة، وبينما أنا في شارعٍ يوشِكُ أن يَكُونَ مَمَرًّا، وإنْ بالغْنا سَمَّيْناهُ زُقاقًا = إذا بِلَوْحةٍ مكتوبٍ عليها: “شارع منصور الحازميّ”!
كان ذلك قبل سبعةَ عشرَ عامًا!
أوقفتُ سيَّارتي، وهاتفْتُ، مِنْ فَوْري، أستاذي الجليلَ الدُّكتور منصور إبراهيم الحازميّ – حفظه الله – وأبلغتُهُ أنَّني اكتشفتُ أنَّ في حَيٍّ راقٍ في جُدَّة شارعًا يَحْمِلُ اسمَهُ!
فَرِحَ الدُّكتور منصور، وسألَني – وهو صاحِبُ ظَرْفٍ وفُكاهةٍ كعادةِ المكِّيِّينَ -: لعلَّهُ تشابُهُ أسماء؟ قُلْتُ: لا أَعرِفُ عَلَمًا مشهورًا اسمُهُ “منصور الحازميّ” سِوَاك! ثُمَّ أَخَذَ، وهو يمزحُ، يسألُني عنْ موقعِ الشَّارعِ وطُولِهِ وعَرْضِهِ! وخَجِلْتُ أنْ أقولَ لهُ: إنَّهُ شارعٌ كالزُّقَاقِ، أوْ شارِعٌ مَجَازًا، أوْ مَمَرٌّ؛ فالمُهِمُّ أنَّ في مدينتي شارعًا باسْمِ أستاذٍ مرموقٍ هو مِنْ أقدمِ مَنْ حازَ درجةَ الدُّكتوريَّةِ في المملكةِ (١٣٨٦هـ = ١٩٦٦م)!
لمْ يُخْفِ أستاذي الدُّكتور منصور الحازميّ ابتهاجَهُ بِـ “الشَّارِعِ”، وعَرَفْتُ، بعد حِينٍ، أنَّهُ لَمَّا زارَ جُدَّةَ قَصَدَ شارِعَهُ، وكانَ فرحانَ جَذِلًا.