بين جرأة المحاولة واستنطاق الذكاء الاصطناعي يقف كتاب “الإعلامي الذكي” «كيف تصبح إعلاميًا في زمن الذكاء الاصطناعي»، شاهدًا على جرأة المحاولة التي خاضها الكاتب والصحفي الأستاذ عبدالله أحمد الزهراني، رئيس تحرير صحيفة مكة الإلكترونية، وهو يقدم مؤلفًا متكاملًا للمكتبة العربية. لم يكن نصيبه فيه سوى الـ prompt أو الأسئلة النافذة التي قام بتغذيتها للذكاء الاصطناعي ليحصل على حزمة منسقة من الأفكار النزيهة من خلال حوار متكامل.
برزت جرأته في مقدمة الكتاب حيث ذكر أن هذا المؤلف تم بشكل كامل بواسطة الذكاء الاصطناعي، وقد حرص الكاتب على النأي بنفسه عن تدوين رأيه الشخصي في الكتاب، بل حتى المقدمة جاءت بـ”قلم” شات جي بي تي، وهو اتجاه يكشف أمانة وصدق الطرح، وأن الهدف هو المساهمة في تطوير الأدوات الحديثة واستثمارها في صناعة المحتوى.
جاء الكتاب، الذي تجاوز 280 صفحة من القطع المتوسط، في عالم يتسارع فيه التطور التكنولوجي، ليعزز مكانة الذكاء الاصطناعي في المكتبة العربية، ويفتح آفاقًا جديدة للتأليف والبحث. وفقًا للمقدمة التي كتبها الدكتور العلم هاشم عبده هاشم، أشار إلى أن إجابة الكتاب على الكثير من الأسئلة المفتوحة، وصولًا إلى المعلومة الصحيحة وبأقصى سرعة ممكنة، تُحسب للمؤلف وتقدم لنا عملًا جيدًا يحتاج إليه القارئ وطالب العلم على حدٍ سواء.
ولا شك أن أهمية كتاب “الإعلامي الذكي” تكمن في كونه يشكل مشروعًا فكريًا يبرز جرأة الكاتب على استكشاف إمكانيات الذكاء الاصطناعي، من خلال حزمة من المواضيع المتنوعة، مثل تاريخ الإعلام، دور الإعلام في تشكيل الرأي العام، وتأثير التكنولوجيا على الإعلام.
كما أن هذا العمل الفريد يؤكد على أهمية ورجاحة التكامل بين الإنسان والذكاء الاصطناعي في إنتاج المحتوى. كما أن الكتاب يُعتبر خطوة مهمة نحو تعزيز الجودة في التأليف العربي وتحفيز البحث العلمي، وهو إضافة فكرية قيمة للمكتبة العربية.
على الجانب الآخر، يُظهر هذا العمل الرائد إمكانيات الذكاء الاصطناعي في التأليف، ويفتح أبوابًا جديدة للبحث والابتكار.
نرحب بهذه المبادرة الرائدة ونشجع على استكشاف إمكانيات التكنولوجيا في تطوير الإعلام العربي.
ويثبت هذا الكتاب أن الذكاء الاصطناعي لن يكون خصمًا على حركة العلم والتأليف، بل يمكن أن يساعد في البحث والتحليل، مما يزيد من كفاءة التأليف، فضلاً عن تحليل كميات كبيرة من البيانات، مما يساعد في تقديم معلومات دقيقة، وتوليد أفكار جديدة ومبتكرة، إلى جانب المساعدة في تحسين جودة الكتابة من خلال تحسين النحو والتراكيب اللغوية.