مع التطور السريع الذي يشهده العالم اليوم، أصبح مفهوم الجودة جزءًا لا يتجزأ من مسيرة التميز المؤسسي والتنمية المستدامة. في هذا السياق، جاء “برنامج سفراء الجودة” كإحدى المبادرات الوطنية الطموحة التي أطلقتها الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة، ليكون منصة تطوعية فريدة تهدف إلى نشر ثقافة الجودة في مختلف قطاعات المجتمع.
يُعد برنامج سفراء الجودة مبادرة وطنية متاحة لجميع أفراد المجتمع، تتيح الفرصة للمشاركة الفعّالة في تحسين معايير الأداء وتعزيز الابتكار في المجالات المختلفة. يضم البرنامج ثلاثة مستويات رئيسية: “سفير الجودة”، و”سفير الجودة الأول”، و”سفير الجودة مستشار”، حيث يساهم كل منهم بدور محدد يتناسب مع مؤهلاته وخبراته.
يهدف البرنامج إلى نشر ثقافة الجودة من خلال رفع مستوى الوعي بأهمية الجودة في حياة الأفراد وأداء المؤسسات. كما يسعى إلى تمكين السفراء عبر توفير دورات تدريبية وورش عمل تسهم في تطوير مهارات المشاركين وتعزيز خبراتهم. إضافة إلى ذلك، يعمل البرنامج على تعزيز الابتكار من خلال تقديم نماذج متقدمة لتحسين الأداء، سواء على مستوى الخدمات أو المنتجات. ويهدف أيضًا إلى إشراك المجتمع عبر خلق بيئة من التعاون بين المؤسسات والمجتمع لتحقيق التميز الوطني.
ساهم البرنامج في تحقيق إنجازات ملموسة؛ فقد نجح حتى اليوم في جذب أكثر من 12,000 سفير وسفيرة موزعين على كافة مناطق المملكة، مما يعكس الاهتمام الكبير الذي يوليه المجتمع لتعزيز مفاهيم الجودة. كما تم تنفيذ العديد من الدورات التدريبية والأنشطة المتميزة التي ساهمت في بناء كوادر قادرة على مواجهة تحديات المستقبل.
يمثل برنامج سفراء الجودة نموذجًا عمليًا لتطبيق معايير الجودة كركيزة أساسية لتحقيق التميز. من خلال إشراك المجتمع، وتطوير الكفاءات الوطنية، وتعزيز ثقافة التحسين المستمر، يسهم البرنامج بشكل مباشر في تحقيق أهداف رؤية السعودية 2030، وبناء مستقبل قائم على الابتكار والتميز.
في الختام، برنامج سفراء الجودة ليس مجرد مبادرة، بل هو رؤية مستقبلية تسعى إلى تحقيق الريادة الوطنية في كافة المجالات. إن دعم هذا البرنامج من قِبل المؤسسات والأفراد يعكس الالتزام الجماعي برفع مستوى التميز والابتكار في المملكة، مما يساهم بشكل مباشر في تحقيق أهداف رؤية السعودية 2030.
عائشة بنت مطلق العتيبي
سفير جودة أول
وأستاذة في تخصص الإعلام والاتصال
AishahAlotaibi5