انتقل إلى رحمة الله الأديب علي بن خضران القرني، نائب رئيس نادي الطائف الأدبي سابقًا، ومؤلف موسوعة “من أدباء الطائف المعاصرين”، بعد وعكة صحية أُدخل على إثرها المستشفى. وُلد القرني في محافظة العرضيات، وكان أحد الأسماء البارزة في المشهد الثقافي السعودي، حيث أثرى الساحة الأدبية بعدة مؤلفات وأعمال إبداعية.
أقيمت الصلاة على الفقيد يوم الأحد 12 رجب 1446هـ في مسجد الفيصلية بجدة، وتم دفنه في مقبرة الفيصلية. وقد نعاه عدد كبير من الأدباء والمثقفين الذين أثنوا على إسهاماته الأدبية والثقافية.
خلف سرحان القرشي وصفه بأنه كان “واحدًا من أهم رجالات الطائف وأبرز أدبائها، محافظًا على بصمته بعيدًا عن المزايدات الأدبية”. كما نعاه عبدالله الحيدري، عضو مجلس إدارة الجمعية العلمية السعودية للغة العربية، بقوله: “تعرفت عليه قبل أكثر من ثلاثين عامًا، وقد كان نموذجًا للإبداع والالتزام”.
أما الأديبة سارة الأزوري، فقد وصفته بأنه “نموذج للدماثة والوعي، منفتح للحوار بدراية وحكمة، وقامة أدبية أثرت الساحة الثقافية”.
ومن جهته، قال مشهور الحارثي: “رحم الله الأديب المثقف الذي أسهم في تأسيس نادي الطائف الأدبي وخدم وطنه بتفانٍ، وترك إرثًا أدبيًا غنيًا”.
الفقيد له العديد من المؤلفات الأدبية، من بينها كتاب “صور من المجتمع والحياة”، وموسوعة “من أدباء الطائف المعاصرين”، و”خطرات فكر”. نال عدة جوائز، منها جائزة التميز للأدباء السعوديين وجائزة الدكتور عبد الله باشراحيل الأدبية.
رحم الله الأديب علي بن خضران القرني وأسكنه فسيح جناته، وجعل إرثه الأدبي شفيعًا له وذكرى خالدة في قلوب محبيه.
وغرد الشاعر حسن محمد الزهراني رئيس نادي الباحة الأدبي:
(ياعلي يابن خضران)
يامن توشّحت بالعلم، والحلم، والحزم
حتى بلغت من المجد أسمى الصفاتْ.
***
كيف نُوفِيك حقك ياسيدي؟!
وأنت الذي عجزت أن تحيط بوصفك
كل اللغات .
***
كيف نوفيك حقك؟
يامن تطلّ علينا بشمس النهى ،والرؤى ،والتقى
من جميع الجهات .
***
أيها النهر
يامن صعدت بإبداعك الجمّ
في صُبح بشرٍ جرى من (بني سهيم)
حتى تجاوز أعلى (الهدا)
وروى وردها
ومضى مُترعاً بالهبات.
***
ثم بِتنا على ضفّتيك حيارى
نُراقب كفّيكَ كي تمنحانا زلالاً يعيد إلينا معناي الحياةْ.
***
خالدٌ يا أبا خالدٍ
في جميع القلوب التي علّمَتها حروفك عشق الوطنْ.
***
وستبقى نخيلاً، ولوزاً، وتيناً
تساقط في روضها الحب والصدق والنبل طول الزمنْ.
***
فخذ بعض بعضك مما تيسر من سيرة
سطّرَتها غصون الشجون التي بذرتها معانيكَ من حسنها في فؤاد (حسن) .