المقالات

انتكاسة (3)

ذلك الموظف الطموح الذي كان يأمل وهو في بداية حياته الوظيفية بتوالي الخطوات الناجحة الواحدة تلو الأخرى؛ حتى يحقق طموحاته وتطلعاته. كان كل أمله أن يجد ذلك المسؤول الذي يقدره ويشجعه في كل خطوة يخطوها، وأن يتفهم كل أفكاره العلمية والعملية؛ ليرتقي بمنظمته ويضعها في مقدمة المؤسسات المدنية، وأن ينال كل التشجيع والتحفيز ليصل إلى مبتغاه. وبالفعل أصبح لاحقًا هو المسؤول الأول في دائرته ويعود به الفلك مرة أخرى ولكن باختلاف مواقع الكراسي الوظيفية.

ويأتي موظف طامح ليقدم له رؤيته بكل شغف وعزم وأمل بالموافقة على مشروعه الواعد وبالتالي رغبته في الدعم والمساندة ولكنها الخيبة فقد اتضح من خلال الموقف أن المسؤول القديم يرفض وبكل أسف الأفكار النيرة المصاحبة للمشاريع الطموحة بلا أي مبرر يذكر، أو عذر مقبول ! وقد تناسى الماضي تمامًا وأصبح من أعداء النجاح. إنها الانتكاسة أيها الطامحون، نسأل الله السلامة والعافية.

وذلك المصلي الذي يعلم يقينًا أن المسجد ما هو إلا بيت من بيوت الله تعالى له كامل القداسة والطهارة والتقدير فهو مكان لطاعة الرحمن ومأوى لأهل الذكر والإيمان ولكنه يتناسى كل ذلك إما بتخطيط نفس منحرفة، أو كيد شيطان رجيم، فيعمل كل المكائد البغيضة، ويصنع كل المشاكل المفتعلة في حال لم يكن من أول أهل الرأي، أو لم يتحصل على مصلحة دنيوية عابرة! أو كونه وبطبيعة الحال كارهًا حاسدًا لكل خير ومعروف مع أنه من أهل الصفوف الأولى!

ومع ذلك، هو أحد أدوات الشرور الموقوتة، بل هو من يسعى إلى الاستماع الآثم ممن هم على شاكلته ومن ثم يبث الفتنة بين المصلين، ولا يهدأ له بال حتى يصل إلى مآربه الشيطانية وعلى صور عدة إما بأذية إمام المسجد أو مؤذنه وكل من له صلة بالمسجد من مصلين وغيرهم إنها الانتكاسة أيها المصلون، نسأل الله السلامة والعافية.

وذلك الشاب المتواضع ومن أسرة بسيطة الذي يحلم بأن يكون لاعبًا ذا شأن عظيم في عالم المستديرة؛ ليعوض ويسعد نفسه وأسرته وكل من حوله. وبالجد والاجتهاد والمواظبة على أداء التمارين، والاستماع لملاحظات مدربيه في مختلف الفئات العمرية، والانضباط التام في كل شؤونه الرياضية وبالفعل وبعد توفيق الله أصبح ملء السمع والبصر عند المحبين وغير المحبين، ومحط أنظار الإعلام، حتى وصل لمنتخب بلاده الأول وأضحى يشار إليه بالبنان هنا وهناك وفي كل المحافل الرياضية الدولية.

فأصبح ذلك اللاعب الممتع في أدائه، والمتقن لمهامه، والمحقق لآمال أنصاره، وعلى قدر كبير من المسؤولية الرياضية ولكن عندما يتوالى المال الوفير فجأة، ويصطدم مع الماضي المؤلم، والفكر البسيط هنا تحدث الكارثة في ظل تضاءل حسن الخلق يبدأ الصراع ما بين الفكر والمال فيعود ذلك اللاعب إلى المربع الأول بل إلى أسوأ من ذلك إنها الانتكاسة أيها الرياضيون، نسأل الله السلامة والعافية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى