طلاليات
رحل عن عالمنا يوم السبت 11 رجب لعام 1446هـ، ودُفن الأحد 12 رجب الإنسان الخلوق والأديب الأستاذ علي بن خضران القرني. احتضنته مقابر الفيصلية بجدة بعد صلاة العصر. نزل خبر وفاته كالصاعقة، وعمَّ الذهول بفاجعة كبيرة، مع أن الكل يؤمن بقضاء الله وقدره، ولا راد لقضاء الله إلا هو جل جلاله.
كان القرني رجلاً متميزًا ودمث الخلق. عرفته من خلال عمله في تعليم البنات بمحافظة الطائف، حيث شغل منصب مساعد مدير تعليم البنات سابقًا. كما كان عضوًا بارزًا في نادي الطائف الأدبي وأحد مؤسسيه، وكاتب رأي في عدد من الصحف والمجلات، ومؤلفًا لعدة كتب.
بفقدانه، فقدت الساحة الأدبية أحد أبرز رموزها، الدكتور علي خضران القرني، الذي وافاه الأجل المحتوم عن عمر ناهز الـ80 عامًا. عرف عنه اهتمامه الكبير بالفكر والثقافة منذ مقتبل عمره وحتى أواخر أيامه. وحظيت المكتبات المحلية بالعديد من إصداراته المتنوعة. كان من الأدباء الذين طالبوا بتأسيس نادي الطائف الأدبي قبل أكثر من 54 عامًا.
عرفت بخبر وفاته من الزميل الأديب والكاتب الكبير حماد بن حامد السالمي، الذي أوضح أن ابن الراحل أبلغه بوفاته، والصلاة عليه ودفنه في محافظة جدة. نسأل الله له الرحمة والمغفرة والقبول، وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة.
برحيل القرني، فقدنا أديبًا عُرف عنه حسن الخلق والسيرة الحسنة التي شهد بها كل من تعامل معه طوال حياته. يُعد القرني من أوائل الأدباء والكتاب السعوديين في الطائف، وعاصر مرحلة الصحافة الأولى قبل أن تصبح مؤسسات. كان يراسل العديد من المجلات والصحف السعودية منذ وقت مبكر، واستمر في كتابة المقالات الصحفية وألف عددًا من الكتب، أهمها “من أدباء الطائف المعاصرين”.
تميّز القرني بالهدوء وحسن الخلق، وكان من خيرة الناس الذين تعاملت معهم في عدة مراحل من حياته، سواء خلال عمله في تعليم البنات أو من خلال عضويته في نادي الطائف الأدبي ولجنة التنشيط السياحي بالطائف. كما كانت له مشاركات إذاعية مميزة، وقد تشرفت بحواره في عدد من اللقاءات عبر إذاعة البرنامج الثاني بجدة.
رحم الله أبا خالد رحمة الأبرار، وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله وذويه والوسط الثقافي الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون.