يقول أحد الظرفاء: عندما تذهب إلى مستشفى خاص تتعامل معك الممرضة، وحتى الطبيبة، وكأنك جئت تخطبها، بينما في المستشفى الحكومي تتعامل معك الممرضة، وكذلك الطبيبة، وكأنك مطلقها وبايع ذهبها! وبغض النظر عما إذا كنا نتفق أو نختلف مع كلام هذا الشخص (العيّار)، إلا أن الحقيقة المرة التي لا يمكن تجاهلها عند مراجعتنا لبعض المؤسسات الصحية الحكومية هي الشكوى من سوء تعامل عدد غير قليل من الأطباء والممارسين الصحيين والإداريين مع المرضى والمراجعين لتلك المؤسسات.
الدولة أعزها الله وأمدها بعونه وتوفيقه لا تألو جهدًا ولم تقصر في دعم تلك المؤسسات بالمباني والأجهزة والمعدات والأدوية التي ربما لا تتوفر في المستشفيات الخاصة، بل إن نسبة ما تخصصه الدولة في ميزانيتها السنوية للإنفاق على القطاع الصحي تفوق ما تنفقه كثير من الدول المتقدمة؛ إلا أنه، ورغم كل ذلك الدعم ومع كل تلك الجهود، لو سألت أحدًا ممن كتب الله عليه مراجعة إحدى تلك المشافي لأخبرك بحسرته من تعامل طبيب لم يستمع باهتمام لشكواه، وآخر يتذمر من طبيب لم يجب على أسئلته بوضوح، وثالث يشتكي من مختص لم يعطه الوقت الكافي ليشرح علته، ورابع يتألم من قسوة وجلافة أسلوب التعامل معه. أليس الرفق واللطافة في التعامل مع المريض يشكل نصف العلاج؟! ألم يقل نبينا الكريم عليه أتم الصلاة وأزكى التسليم: (تبسمك في وجه أخيك صدقة)، فما بالك بأخيك المريض؟!
هناك من يتألم من تبعات عدم تخصيص الطبيب وقتًا كافيًا لتشخيص مرضه، مما أدى إلى الوقوع في خطأ طبي يعاني منه المريض ما تبقى من عمره. وهناك من يتعجب من أمر الطبيب الذي يبدأ في كتابة وصفة الدواء قبل أن يستمع لما يشكو منه المريض.
هذا غيض من فيض، وما خفي كان أعظم. فربما لا يتسع المجال لتحليل نفسية ذلك الطبيب الذي لا يلتزم بوقت الدوام الرسمي في المستشفى الحكومي ويتهرب من مقابلة المرضى لإجبارهم على مراجعته مساءً في عيادته الخاصة من أجل إشباع جشعه وزيادة ثروته.
خير الكلام:
قال تعالى: (وقولوا للناس حسنًا).
خير الهدي:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن من أحبِّكم إليَّ، وأقربِكم مني مجلسًا يوم القيامة، أحاسنَكم أخلاقًا).