آراء متعددةالثقافية

جدل متجدد حول العباءة: تساؤلات عن تحولها إلى موضة عابرة

شهدت منصة X، نقاشًا واسعًا بين المغردين حول وضع العباءة النسائية في السعودية ودول عربية أخرى، وسط تساؤلات عما إذا كانت العباءة قد تتحول إلى مجرد موضة تختفي مع الوقت.

الإعلامي داود الشريان أثار الجدل بتساؤله: “هل سيفضي تغيير وظيفة العباءة من لباس يغطي إلى لباس يعرض تفاصيل الجسد إلى التخلص منها بالكامل؟ وهل يمكن أن يكون مصير العباءة مشابهًا لمصير الطربوش في تركيا الذي ألغاه كمال أتاتورك؟”. واعتبر الشريان أن الزي، وإن كان يعكس ثقافة، فإنه ليس وحده معيارًا للتقدم الحضاري، مؤكدًا أن النهضة الحقيقية لا تبدأ بتغيير الملابس.

الكويت نموذجًا؟
من جهة أخرى، قالت ليلى القحطاني إن الكويت كانت من أوائل الدول الخليجية التي شهدت تراجعًا نسبيًا في ارتداء العباءة، حيث اختار البعض استبدالها بلباس آخر. وأضافت: “عدم ارتداء العباءة لا يقلل من التزامنا الديني ولا يعني أننا بعيدون عن القيم الأخلاقية، فهو قرار شخصي مرتبط بالعادات والتقاليد”.

بين الثقافة والحضارة
وفي تعليق مختلف، أشار المغرد ماجد إلى أن اللباس يعكس الثقافة أكثر من كونه مؤشرًا على الحضارة. وكتب: “التقدم والنهضة مرتبطان بالتنمية والعدل والنظم السياسية والتعليمية، وليس بالملابس”.

هوية المرأة المسلمة
أما الكاتبة هيفاء بنت محمد بن شمّاء، فقد أكدت أن العباءة لم تكن يومًا عائقًا أمام التقدم أو الحضارات، وقالت: “العباءة قطعة قماش أمر بها الإسلام لحكمة، وهي هوية المرأة المسلمة، وتحديدًا السعودية. لا يجب أن نستهين بمن يرتديها أو نهين من لا يرتديها”.

أبعاد متعددة للنقاش
النقاش أثار العديد من التساؤلات حول العلاقة بين اللباس والتقدم الحضاري، ومدى تأثير الموضة على العادات والتقاليد الراسخة. وبين من يرى أن العباءة جزء من هوية المرأة المسلمة، ومن يعتبرها زيًا يمكن أن يتغير مع الزمن، يبقى السؤال: هل ستتحول العباءة إلى مجرد موضة، أم أنها ستظل رمزًا ثقافيًا يعبر عن هوية المرأة في المجتمعات العربية؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى