عبّر عدداً من أهالي حي جبل الرصيف في منطقة مكة المكرمة عن استيائهم من استمرار حرمانهم من خدمات شبكة المياه والصرف الصحي منذ أكثر من 40 عاماً، على الرغم من تقديمهم لمطالب متكررة بذلك، وذكر الأهالي أن شركة المياه الوطنية لم تلبي مطالبهم بإيصال الخدمات الأساسية إلى منازلهم على مدى العقود الماضية، ما جعلتهم يعتمدون على صهاريج المياه بأسعار عالية، وأضافوا: أن مشروع الدائري الثالث أدى إلى إزالة نصف الحي، وقطع مداخل ومخارج الحي، مما كان له تأثير سلبي على حياتهم اليومية.
وأكد أهالي الحي أنهم قدموا عدة طلبات إلى الجهات المختصة، مطالبين بضرورة توصيل شبكة المياه والصرف الصحي إلى منازلهم، حيث تعتمد المنازل جميعها في الحي على صهاريج المياه الأهلية، مما يضاعف من أعبائهم المالية. وأوضحوا أن أمانة العاصمة المقدسة أرسلت خطابًا إلى شركة المياه الوطنية تفيد بعدم إمكانية إيصال الخدمة بحجة أن الحي يعتبر عشوائياً، على الرغم من امتلاكهم صكوكاً شرعية تثبت ملكيتهم للمنازل منذ أكثر من أربعين عامًا.
وأفادوا أن مشروع تنفيذ الطريق الدائري الثالث الذي يمر عبر حيهم أدى إلى إزالة نصفه، مما نتج عنه فقدان العديد من الخدمات الأساسية المتاحة سابقاً. كما أن مداخل الحي أصبحت غير آمنة، إذ يُضطر السكان للدخول والخروج عبر النفق بجوار مسجد التنعيم، مما يشكل خطراً كبيراً خاصة على الطلاب الذين يتوجهون إلى مدارسهم مشياً على الأقدام أو باستخدام وسائل النقل.
وأشاروا إلى أن فرع وزارة النقل في المنطقة رفض إنشاء طريق آمن يخدم الحي، مدعين أن ذلك يعود إلى انسحاب الشركة المنفذة للمشروع. وذلك على الرغم من صدور حكم من المحكمة الإدارية يفرض على الوزارة إنشاء طريق يتوافق مع معايير السلامة المرورية.
وأبرز أهالي الجبل أهمية توجيه الجهات المعنية، وخاصة شركة المياه الوطنية، لتوفير خدمات المياه والصرف الصحي لمنازلهم، كما طالبوا هيئة تطوير مكة بالعمل على تطوير الحي بما يتناسب مع المشاريع التطويرية الأخرى في المنطقة. وأكدوا أن الحي يقع ضمن حدود الحرم، ويُعتبر من المداخل الرئيسية لمكة المكرمة من جهة مسجد السيدة عائشة، مما يسلط الضوء على ضرورة تحسين بنيته التحتية وتوفير الخدمات الأساسية فيه.
وأعربوا عن أملهم في أن تُسمع أصواتهم من قبل الجهات المعنية، وأن يتم التعامل بجدية مع معاناتهم التي استمرت لعقود طويلة، إلى أهمية تحسين جودة حياتهم في حيهم وتوفير الخدمات الأساسية التي يستحقونها أسوة بباقي أحياء مكة المكرمة.