المقالات

ظواهر و عادات في بعض الزواجات

تختلف العادات والتقاليد بين البشر على مستوى الشعوب في شتى مجالات الحياة وما يصادفها من أحداث، وهنا سوف أتحدث عن جانب الأعراس وما يصاحبها من اختلاف في التقاليد والعادات. وأبرز ما يميز مناسبات الأعراس هو التواصل والتكاتف بين أفراد المجتمع، حيث يقفون جنبًا إلى جنب، ملتفين حول بعضهم البعض من الأقارب والأصدقاء والجيران والمعارف والزملاء.

وقد تصاحب بعض الأعراس ظواهر أراها، من وجهة نظري، سلبية ودخيلة على بعض المجتمعات، مثل ما يصدر من بعض زملاء العريس الذين يحاولون التعبير عن مشاعرهم تجاه زميلهم ومشاركته فرحته. فمنهم من يقوم بسحب عقاله، ومنهم من يسحب شماغه، وآخرون يكتبون على بشته، وبعضهم يرمون العريس في المسبح بكامل أناقته إذا كان هناك مسبح، ومنهم من يرفعون العريس فوق أيديهم، وغيرها من التصرفات التي ربما تقلل من مكانتهم واحترامهم لدى الحضور، باعتبارها تصرفات صبيانية، كما تقلل من قيمة العريس لدى أهله وأقاربه.

ومن هذه الظواهر التي بدأت تتزايد يومًا بعد يوم، ظاهرة عدم اصطحاب الأطفال، حيث يبررها البعض بطريقة فنية بعبارة “جنة الأطفال منازلهم”. وهنا أتساءل: كيف يكون لهذا الداعي الذي يطلب عدم اصطحاب الأطفال وجه أمام جماعته وأقاربه وجيرانه وأصدقائه، وهو يمنع حضور أطفالهم، معللًا ذلك بأن إدارة القاعة تمنع اصطحاب الأطفال؟ هذا من حق صاحب القاعة إذا كان هناك أثاث ثمين يخشى عليه من العبث، ولكن من الواجب على الداعي أن يضع تأمينًا لدى إدارة القاعة ويسمح بحضور الأطفال، فهذه فرصتهم للحضور واللعب مع أقرانهم حتى تكتمل فرحة الأسرة، وهؤلاء الأطفال هم “زينة الحياة”، فكيف يتم منعهم؟

أما ظاهرة تأخير طعام العشاء لدى النساء، فهي ظاهرة أزلية رغم حرص أصحاب الحفل على تقديم العشاء في وقته المناسب، حتى لا يكون هناك تأخير على ضيوفهم، خاصة لمن لديهم أعمال أو لمن قدموا من مسافات بعيدة ولديهم سفر. هذا التأخير له مردود سلبي، حيث يضطر البعض إلى مغادرة الحفل دون تناول طعام العشاء، إما للسفر أو لارتباط بعمل، فهل يُعقل أن يتوجه أحدهم إلى مطعم للبحث عن وجبة عشاء لعائلته وأطفاله رغم ما قدمه العريس من كرم وضيافة؟

أما العادات، فهناك عادة طلب الوفاية، حيث يحرص الكثير من الآباء على توجيه الدعوات لأبناء قبيلته عبر قنوات التواصل ومنتديات القبيلة لحضور زواج ابنته، خاصة إذا كان خارج القبيلة. هذه العادة لها مردود سلبي من حيث مشقة السفر على من يأتي من خارج المنطقة، بالإضافة إلى ما يقوم به العريس من تكاليف واستعدادات لاستقبال ضيوفه، رغم أن الكثير منهم سيغادرون مقر الحفل بعد دقائق من دخولهم وتناول القهوة والشاي. ومثل هذه العادات أصبحت مرهقة للطرفين، فلماذا لا يقتصر والد العروس في دعوته على أقاربه المقربين فقط، للتخفيف على أنسابه كونهم أصبحوا أسرة واحدة تربطهم المصاهرة؟

وقفة قلم:

من هذا المنبر، أوجه رسالتين:

الرسالة الأولى مقرونة بوافر الود والاحترام والتقدير لأمراء المناطق: أقترح إلزام أصحاب القصور وقاعات الأفراح بعدم تجاوز الساعة الثانية عشرة ليلًا، تقديرًا لظروف الناس، وحفاظًا على سلامتهم من التعرض للحوادث أثناء سفرهم من منطقة لأخرى، ومنعًا لإزعاج أصحاب المنازل القريبة من القصور والقاعات.

الرسالة الثانية إلى مشايخ القبائل النجباء: أقترح توجيه أفراد قبائلهم لمنع طلب الوفاية، وأن تقتصر الدعوة على الأقارب بتنسيق بين عائلة العريس وعائلة العروس، وذلك للتخفيف على أبناء القبيلة، والتخفيف على أصحاب المناسبة، وإنهاء هذه العادات المكلفة.

حسن الصغير

مدير التحرير - منطقة الباحة

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. أحسنت فأجدت .. وأصبت فأبدعت .. وكتبت فوفقت
    مواضيع جديرة بالطرح
    واقترح ان يكون ن لكل قبيلة مجلس مكون من المعرفين واعيان القبيلة ياخذ الصفة الرسمية ويتولى جانب الحل والعقد والطرح والرأي والمشورة والمعالجة

    دمت بكب نوفيق ابا الوليد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى