المقالات

مصطفى محمود وعالم الأسرار!

الطبيب والفيلسوف والكاتب المصري الدكتور مصطفى محمود، ولد في عام 1921م في قرية شبين الكوم بمحافظة المنوفية إحدى محافظات مصر، درس الطب وتخصص في الأمراض الصدرية، ولكنه تفرغ تماماً للكتابة والبحث والتأليف؛ قدم للمكتبة العربية 89 كتاباً منها العلمية والفلسفية والدينية والاجتماعية وكثير من الرسائل والمقالات والروايات والحكايات والمسرحيات وآدب الرحلات؛ يتميز أسلوبه بالجاذبية والبساطة في الطرح.
في مطلع السبعينات قدم البرنامج التلفزيوني الشهير “العلم والإيمان” ولمدة ثمان وعشرين سنة في التلفزيون المصري، ربط خلاله بين معجزات العلم وقدرات الخالق في رحلة إيمانية نحو عظمة الكون وإبداع الخالق وفي جو من التأمل والتدبر في خلق الله-سبحانه- وملكوته بأسلوب سهل و شيق.
من أبرز مسرحياته “الإسكندر الأكبر” و “الزلازل” و “الشيطان يسكن في بيتنا” و “جهنم الصغرى” ومسرحية “الزعيم أوغوما”.
ومن أشهر كتبه وقصصه “تأملات في دنيا الله” و “الإسلام في خندق” و ” زيارة للجنة والنار” و “عظماء الدنيا وعظماء الآخرة” وكتاب “عالم الاسرار”.
ومن أجمل كتبه كتاب “عالم الاسرار” الذي يضم مجموعة من مقالاته الرائعة في نواحي شتى منها الأدبية والدينية والقصص والحكايات؛ أقبس منها بعض العبارات التالية:
في مقال عن الإيمان والاطمئنان يقول: (عسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم، والله يعلم وأنتم لا تعلمون؛ المؤمن دائماً مطمئن القلب ساكن النفس يرى بنور بصيرته أن الدنيا دار امتحان وبلاء وأنها ممر لا مقر، وأنها ضيافة مؤقته شرها زائل وخيرها زائل وأن الصابر فيها هو الكاسب والشاكر هو الغالب).
وفي مقال عن صنوف وطبائع البشر يقول:(أتلفت حولي دائماً في دهشة متأملاً اختلاف الطبائع في صنوف الحيوان… مكر الثعلب، ووفاء الكلب، وشجاعة الأسد، واندفاع الثور، وصبر النملة، وتحمل الحمار، وغضبة الجمل، وانتقام الفيل، ووداعة الحمامة، ورقة الغزالة، وتلون الحرباء، وغدر النمر، ولؤم الضبع، ودناءة الخنزير؛ فأرى كل هذه الطباع التي تفرقت بين أجناس الحيوان قد اجتمعت في الإنسان، وأحيانا أراها في الإنسان الواحد تختلف عليه مع اختلاف الأحوال والمناسبات). انتهى الاقتباس

أ. د. بكري معتوق عساس

مدير جامعة أم القرى سابقًا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى