المقالات

طرفة بن العبد …الغلام القتيل

الشاعر طرفة بن العبد بن سفيان بن سعد، المكنى بأبي عمرو، البكري الوائلي، شاعر عربي جاهلي من شعراء الطبقة الأولى، وهو مصنف من أصحاب المعلقات منها الذهبية، كان هجاءاً غير فاحش القول، تفيض الحكمة على لسانه في أكثر شعره، تميزت أسرته بالكثير من الشعراء، وكان له من نسبه العالي ما يحقق له هذه الشاعرية، فجده، وأبوه، وعماه المرقشان، وخاله المتلمس؛ وقد كان في فترة صباه يعيش حياة مليئة باللهو، ولمكانة أسرته كان جريئا في هجائه.
ولد في بادية البحرين سنة 543م، وتنقل في بقاع نجد، اتصل بالملك عمرو بن هند فجعله في ندمائه، ثم أرسله بكتاب إلى المكعبر عامله على البحرين وعُمان يأمره فيه بقتله، لأبيات بلغ الملك أن طرفة هجاه بها، فقتله المكعبر شابا دون الثلاثين من عمره سنة 569م ونظراً لظروف موته قد أطلقوا عليه “الغلام القتيل”؛ أشترك طرفة في حرب البسوس التي وقعت في نجد بين قبيلتي تغلب وبكر بن وائل. أشهر شعره معلقته، ومطلعها:
لخولة أطلال ببرقة ثهمد؛ وقد شرحها كثيرون من العلماء، ترجم شعره إلى الفرنسية. وفي خبر أخرجه أحمد وابن أبي شيبة عن عائشة رضى الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم أذا استراث (أي أبطأ) عليه الخبر تمثل بقول طرفة بن العبد: ويأتيك بالأخبار من لم تزود.
اقتباسات من شعر طرفة بن العبد:
الخير خيرو وإن طال الزمان به…والشر أخبث ما أوعيت من زاد
وكان طرفة قد تأثر بحالة الظلم الذي تعرض له على يد أعمامه الذين حرموه من نصيبه من ميراث أبيه، وفي ذلك يقول:
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة
على المرء من وقع الحسام المهند

وأختم بأعذب وأرق كلمات الغزل في شعر طرفة ابن العبد:
وأمَرُّ ما لقيتُ من ألمِ الهوى
قرب الحبيب وما إليه وصولُ

كالعيسِ في البيداءِ يقتلها الظماء
والماءُ فوقَ ظهورِها محمولُ

أ. د. بكري معتوق عساس

مدير جامعة أم القرى سابقًا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى