المقالات

أبو الجعافر في مكة

أستاذنا جعفر عباس (أبو الجعافر) الكاتب الذي امتاز بأسلوبه الساخر، والرجل الذي اعتلى أرقى المنابر، وغلب صوته كل الحناجر، استقر – أخيرًا – بعد رحلةٍ طويلةٍ في (مكة) ليصدح بصوته منها ويفاخر.
لن أسطِّر كلماتي لأرفع عن تفاصيل حياته ستارا؛ فهو لم يسدل في الأصل الستار، بل لطالما كانت سيرته أبين من الشمس في وضح النهار. التلميذ الذي تجرأ يومًا ليوقف حماره في (الباركينغ) المخصص لحمير المدرسين استطاع اليوم – ولا أظن أنني أبالغ – أن يحصد متابعة الملايين، ليس فقط بسبب أسلوب كتابته المستميل، بل لثقافته الواسعة، وتنوُّع موضوعاته، وفكره المتفتِّق، وقدرته على الإقناع بالبرهان والدليل، وقلَّ أن يجتمع كل ذلك في كاتب، أو أن تتزاحم على هذه الصفات المناكب.
أستاذي القدير، كم أنت جديرٌ بأن تُحدِث من خلال مقالاتك التغيير! ولا أرى ذلك يحدث إلا من خلال أوسع القنوات انتشارا؛ لذا فقد أحسنت اختيارا، يوم أن طَرَقْتَ من (مكة) الباب، فمدت لك أُسرَتُها أكُفَّ القبول والترحاب، كحالها مع نوابغ الكُتَّاب. ولا أراها اليوم إلا قلادةً في جيد الإعلام، رُصِّعت بأندر الأقلام، واستهوت أبرز الأعلام. فمرحبًا بك أيها السراج الوضَّاح، ومرحبًا بعطر كتابتك الفوَّاح، (مرحبًا هيل عد السيل) بلهجة الجنوب المحبوب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى