
ما إن صرّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتصريحه الفجّ والمفرغ من أي قيمة سياسية تجاه المملكة العربية السعودية وموقفها من فلسطين وقضيتها العادلة، حتى أتاه الرد الحاسم مع انبثاق فجر اليوم التالي، حيث صدر بيان وزارة الخارجية السعودية، الذي سبق أن تم إعلانه من قبل، فجاء إعلانه للمرة الثانية فجر الأربعاء الخامس من فبراير، ليؤكد لترامب وغيره أن السعودية تمتلك قرارها وسيادتها واستقلالها، وليس لأحد أن يملي عليها ما يريد أو يفرض رأيه الشخصي على أي شأن أو قرار تتخذه المملكة العربية السعودية.
قضية فلسطين هي القضية المحورية والعادلة لدى العرب والمسلمين وجميع شرفاء وأحرار العالم، والسعودية، بفضل الله عز وجل ثم بفضل قادتها العظام، من عهد الملك عبدالعزيز – طيب الله ثراه – حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – مجمعون ومتفقون على الموقف المشرف والداعم لحق الشعب الفلسطيني في العيش على أرضه والدفاع عن وطنه، وصولًا إلى إقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
هذا الموقف السعودي الثابت والصلب كان وما زال هاجس القيادة السعودية منذ بدء الاحتلال الصهيوني لأرض فلسطين وحتى الآن.
ولصلابة هذا الموقف، فقد أكده وعززه سمو ولي العهد في خطابيه أمام مجلس الشورى وخلال رئاسته القمة العربية الإسلامية المشتركة، بشكل واضح وصريح لا يحتمل التأويل.
ولهذا، يجب على الرئيس ترامب أن يدرك أن الموقف السعودي تجاه الحق الفلسطيني راسخ لا يتزعزع، ولن يقبل حياله أي مساومات أو مفاوضات أو تنازلات. ومن الأفضل لترامب، إذا كان جادًا في تحقيق السلام في الشرق الأوسط، أن يتخلى عن دعم الظلم وينحاز إلى الحق، حتى يتحقق الأمن والاستقرار للجميع، سواء للفلسطينيين أو الإسرائيليين، وما عدا ذلك فهو عبث وهراء سياسي لا ينتج عنه إلا مزيد من الاحتقان والفوضى وعدم الاستقرار في جميع دول المنطقة.