عام

معهد تعليم اللغة العربيَّة لغير الناطقين بها بجامعة أم القرى.. جسر للتواصل العلمي والثقافي مع دول العالم

بلادنا الغالية؛ بقيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء – حفظهما ورعاهما الله –، تعمل جاهدة، لترسيخ أدوارها الريادية التاريخية لخدمة اللغة العربية على كل الصُعد المحلية والإقليمية والعالمية، ولتمتين جسور التواصل بين مختلف الثقافات والشعوب، وذلك من خلال العناية باللغة العربية؛ بالمحافظة عليها ودعمها وتمكينها ونشرها، وتكريم علمائها ودارسيها؛ لتتسق هذه الجهود مع مُستهدفات ومرتكزات رؤية المملكة الطموحة 2030، التي أكّدت هذا الاهتمام، حينما تضمّنت إشارة إلى ضرورة العناية باللغة العربية، بوصفها جزءً أساساً من مكوّنات الهوية الوطنية السعودية، ولما ميز الله عزّ وجلّ هذه اللغة به من ميزات كثيرة وجليلة، فجعلها لغة القرآن الكريم، وكتب لها القبول ويسّر لها الانتشار في الأرض، وتعهد سبحانه وتعالى بصونها وحفظها، وبعث من أهلها خاتم المرسلين، وأشرف النبيين، سيدنا وشفيعنا ورسولنا ونبينا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم.
“معهد تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها بجامعة أم القرى”، يمثل إضافة نوعية ومهمة لجهود بلادنا الغالية، واهتمامها المتعاظم بغرس المبادئ والقيم العربية والإسلامية الأصيلة، من خلال العناية باللغة العربية في مختلف المجالات، وحرصها على تقديم برامج تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها؛ ومنها إنشاء كليات وأقسام لدراسة اللغة العربية في الجامعات السعودية، وافتتاح عدد من المعاهد والمراكز المحلية لتعليم اللغة العربية للراغبين في تعلمها من غير الناطقين بها، وتأسيس الكثير من المراكز والمعاهد العالمية لتدريس اللغة وإعداد دراساتها وبحوثها، ورعاية المهتمين بها في عدد من البلدان والدول، ولتُجسِّد هذه الجهود الكبيرة والعملية والمنفذة على أرض الواقع؛ حرص قيادتنا الرشيدة – أيدها الله –، على مواصلة واستدامة العطاء والبذل، لصالح العالمين الإسلامي والعربي، بل والإنسانية جمعاء، ولتكريس أهداف الرؤية الطموحة 2030، التي أكّدت على مدى الاهتمام الذي توليه المملكة للغة القرآن الكريم، وذلك حينما تضمّنت “الرؤية” إشارة إلى ضرورة العناية باللغة العربية، بوصفها جزءاً أساساً من مكوّنات الهوية الوطنية السعودية.
برعاية معالي الأستاذ يوسف بن عبدالله البنيان، وزير التعليم رئيس مجلس شؤون الجامعات، وإشراف مباشر من سعادة الأستاذ الدكتور معدي بن محمد آل مذهب، رئيس جامعة أم القرى.
عبر جامعتنا الفتية “أم القرى”، وصرحها الشامخ : “معهد تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها” بالجامعة، تقدم مملكتنا الغالية منحاً دراسية سنوية لأبناء المسلمين في جميع أنحاء العالم، ويشتمل برنامج المنح الدراسية على: (التعليم المجاني دون رسوم. والسكن المجاني للطلاب العزاب، أما الطلاب المتزوجون ولديهم مع زوجاتهم منح دراسية ويرغبون في التنسيق مع بعضهم فيمكنهم السكن على حسابهم الخاص. ومكافأة مالية شهرية قدرها 850 ريال سعودي للطالب الواحد. وتذكرة مجانية سنوياً ذهاباً وعودة تمنح للطالب المنتظم في الدراسة في أثناء الإجازة الصيفية، وذلك لزيارة أهله وأقاربه. والكتب التعليمية مجاناً. والعلاج المجاني في المركز الطبي التابع للجامعة أو المستشفيات الحكومية. وتقديم وجبات غذائية بسعر رمزي للطلاب في مطاعم الجامعة وتوفير أساتذة متخصصون في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها. وتجهيز المعامل اللغوية لمساعدة الطلبة في فهم اللغة. وإنشاء قسم للوسائل التعليمية. ومكتبة علمية متخصصة في تعليم العربية لغير العرب). كما أنّ الطلاب الحاصلون على تقدير ممتاز دون رسوب في أثناء دراسة اللغة، يمكنهم أن يواصلوا دراستهم بإحدى كليات الجامعة لنيل درجة البكالوريوس في التخصصات المتاحة حالياً وهي: (اللغة العربية وآدابها، والشريعة الإسلامية، والدعوة وأصول الدين).
وهكذا… تبذل إدارة جامعة أم القرى، وعلى رأسها سعادة رئيسها وأركان حربه من وكلاء وعمداء كليات ومعاهد ومراكز، كل جهودها لتوفير كل الطاقات البشرية والإمكانات المادية والتقنية، ليتمكن هذا المعهد العريق لتعليم اللغة العربيَّة لغير الناطقين بها بالجامعة؛ من أداء رسالته الكبيرة تجاه لغتنا العربية الأم ودارسيها من غير الناطقين بها، وليؤدي هذا الصرح التعليمي الشامخ؛ أدوارة المُناطة به على أكمل وجه وأجمل صورة، وليُعد هذا قبلة عالمية في تعلم اللغة العربية وتعليمها للناطقين بغيرها، ورافدًا لغويًّا وثقافيًّا مهماً لتعليم اللغة العربيَّة حول العالم، وذلك بكوادر أكاديمية خبيرة ومؤهلة، وبتقنيات متطورة، وذلك انطلاقاً من رسالته: “قبلة عالمية في تعلم اللغة العربية وتعليمها للناطقين بغيرها بتقنيات متطورة”، وقيمه التي تتمثل في: (الإسهام في نشر الإسلام. والاعتزاز بتعلم اللغة العربية وتعليمها. والإتقان والجودة في الأداء. والتواصل الفعَّال مع الثقافات الأخرى. والابتكار والتطوير المستمر. والعمل الجماعي المشترك). وأيضاً من أهدافه، حيث يسعى المعهد إلى تحقيق عدد من الأهداف، منها: (تعليم اللغة العربية وآدابها لغير الناطقين بها من المسلمين، وتزويدهم بقدر كاف من الدراسات الإسلامية لخدمة الإسلام ونشره، وتأهيلهم للالتحاق بإحدى كليات الجامعة. وإعداد معلمين متخصصين يقومون بتدريس العربية لغير الناطقين بها. وإجراء البحوث والتجارب الميدانية؛ لتطوير مناهج وأساليب تعلُّم وتعليم العربية لغير الناطقين بها. والتعاون مع المؤسسات والهيئات الإسلامية في مجال تعليم اللغة العربية ونشر الدعوة الإسلامية. وتبادل الخبرات العلمية في مجال تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها بين المعهد والمؤسسات العلمية المتخصصة. وإقامة دورات تدريبية لمعلمي اللغة العربية لغير الناطقين بها في البلاد الإسلامية).
والله ولي التوفيق والسداد،،،

* المُلحق الثقافي في سفارة خادم الحرمين الشريفين في أنقرة

د.م فيصل بن عبدالرحمن أسره

أستاذ الهندسة البيئية والمياه المشارك، بكلية الهندسة والعمارة الإسلامية بجامعة أم القرى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى