
التقينا الأربعاء الماضي ٦ شعبان / ٥ فبراير، في جدة ضمن لقاءات “جمعية الكُتاب” بمعالي الأستاذ يوسف عبدالله البنيان، وزير التعليم، لحوالي ساعتين ونصف. وبحكم أنني قضيت أكثر من ثلاثة عقود في العمل التربوي، كُنت حريصًا على أن أستمع لما لدى الوزير القادم من القطاع الخاص، من برامج ومحاور وخطط للتعامل مع جهاز من أهم أجهزة الدولة، يعمل فيه عشرات الآلاف من المعلمين والمعلمات، ومثلهم في الجامعات، وملايين الطلبة والطالبات.
وأنا اليوم، وقد تقاعدت من العمل التعليمي، أتحدث بشفافية، خاصة أن العمل “الصحفي” الذي أمضيت فيه الآن نصف قرن، بفضل الله، أتاح لي لقاء عدد من وزراء التربية والتعليم من منتصف التسعينات الهجرية، بداية من معالي الدكتور عبدالعزيز الخويطر -رحمه الله- ومن جاء بعده، ووقفت على رؤى وحصيلة ومتابعة.
وأنا هنا لست في مجال عمل “مقارنة”، فكل وزير قدم أقصى ما لديه للوزارة، لكنني، ورغم أنني نشرت الكثير من المعلومات على حسابي في منصة X عن لقاء الوزير، وما استطعت أن أحفظه في “الذاكرة”، وما وجدته من متابعات واهتمام بما تحدث به الوزير، إلا أنني تمنيت أن يطول الوقت، لأن الأسئلة كثيرة ومتشعبة، وإن اعتبرت ما نشرته مُختصرًا شمل العديد مما تحدث به الوزير.
وكانت مفاجأتي أنني وجدت الوزير، رغم قصر المدة منذ اختياره للوزارة (٢٧ سبتمبر ٢٠٢٢)، حاضرًا وفي أعلى جاهزية للإجابة على الأسئلة بأسلوب ومعلومات شاملة عن كل ما يتعلق بالوزارة بشقيها التعليم العام والجامعي، بل إنني تابعت لقائه في اليوم الثاني في مكة مع زملاء وزميلات في مراحل التعليم العام والجامعي، عن طريق أحد الزملاء، وشاهدت مقاطع منه، واستمعت إلى آراء أكثر من زميل عن أحاديث وآراء الوزير.
وأنا أعلم بالمستوى الذي حققه الوزير في مشواره قبل الوزارة، آخرها الرئيس التنفيذي لـ”سابك”، وما قيل عنه، وحدثني صديق عضو مجلس إدارة عن شخصيته وما قدمه للعمل. هنا، اعتبرت أن الوزير القادم من القطاع الخاص سيصل بالتعليم إلى درجة متقدمة، خاصة أن ولي الأمر اختاره لهذه المهمة وأولاه الثقة، كما يحظى بمتابعة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في مرحلة تشهد فيها بلادنا العمل الجاد لخدمة الوطن.
إذًا، أنا على ثقة واطمئنان بأن القادم أجمل للتعليم في بلادنا بتوفيق الله، وإن احتجنا إلى وقت، لأن الميدان التعليمي يحتاج إلى كثير من الوقت والجهد قبل أن تظهر المكتسبات.
نسأل الله أن يحقق للوزير ومن معه في الوزارة والمناطق ما ينتظره الوطن، وأن يعينهم في المهمة الكبيرة.
• تربوي وإعلامي