المقالات

ياهو نتن!

كلمة “ياهو” من المصطلحات العامية المستخدمة لوصف شخص معين بصفة محددة، وهي معروفة في بعض اللهجات العربية،، حيث تحمل معاني مختلفة وفق السياق.

على سبيل المثال، عند وصف شخص بالطيبة نقول “ياهو طيب”، والعكس “ياهو بطال”، أما عند وصف تصرفات شخص سيئ، فنقول “ياهو نتن” أو “ياهو عِفن” (بكسر العين) أكرمكم الله.

خطر على بالي هذا المصطلح بعد أن اشتهر بين الأشقاء المصريين مصطلح “النتن ياهو”، وفي الواقع، كلا المصطلحين يشيران إلى أن “نتنياهو” “عِفن” باللغة العربية، و”عافون” باللغة العبرية، وهي تعني: شخص سيئ أو فاسد أخلاقيًا (وفي الاستخدام العامي، تُستخدم لوصف شخص غير صالح أو سيئ الطباع).

وبالنظر إلى أفعاله، فإن كلا المعنيين، في اللغة العربية والعبرية، ينطبقان تمامًا على تصرفات العفن سيئ الذكر “ياهو نتن”.

أستحضر هذا المصطلح بعد التصريحات الإسرائيلية العدائية التي أطلقها نتنياهو بشأن تهجير شعب غزة الشقيق، وإقامة الدولة الفلسطينية على أراضي المملكة، والتي استنكرتها الدول العربية والإسلامية، ووصفتها بأنها تعدٍّ صارخ على سيادة الدول وحقوق الشعوب.

ولن أقول إن نتنياهو فقد صوابه، لأنه في الأصل أهوج لا عقل له، وهو متطرف أبًا عن جد، ولهذا أتمنى من محكمة الجنايات الدولية، التي أصدرت بحقه مذكرات اعتقال لارتكابه جرائم حرب بعد قتل أكثر من 48 ألف فلسطيني وتدمير غزة وتهجير أهلها، أن تسارع باعتقاله وعزله ومحاكمته فعليًا كمجرم حرب.

أما امتثاله أمام المحكمة المركزية في تل أبيب واستجوابه مؤخرًا في قاعة محصنة تحت الأرض، والمخصصة لمحاكمة كبار زعماء المافيا في إسرائيل، كما تفيد التقارير، فهو لا يكفي إطلاقًا.

ختامًا… تصريحات نتنياهو المستفزة ومواقفه المتطرفة تؤكد على أنه شخص يرفض التعايش السلمي، وتعبّر عن فكره الإقصائي الذي يُذكي نار الفتنة ويدفع بالمنطقة نحو مزيد من التوتر والتصعيد، ولا يساهم في عملية السلام. ولكن “بيان الفجر السعودي” وضع النقاط على الحروف، فليس بعد تأكيد المملكة على أن “الشعب الفلسطيني الشقيق صاحب حق في أرضه، وليسوا دخلاء عليها أو مهاجرين إليها يمكن طردهم متى شاء الاحتلال الإسرائيلي الغاشم” أي مجال للجدال. ستعلو كلمة الحق ويسقط المتطرفون.

حفظ الله قيادة المملكة وأدام عزها لنصرة الإسلام والمسلمين، وتحية إجلال وتقدير لكل الدول التي أدانت التصريحات الإسرائيلية العدائية ضد المملكة، ومنها دول:مصر. باكستان، العراق، الأردن، السودان، الخارجية الفلسطينية، ليبيا، موريتانيا، لبنان، الإمارات، قطر، الكويت، البحرين، سلطنة عمان، وكذلك شكرًا لرابطةُ العالم الإسلامي، ومنظمة التعاون الإسلامي، والأمين العام لمجلس التعاون، والأمين العام للجامعة العربية، ورئيس ⁧‫البرلمان العربي. كل الإدانات الخليجية والعربية والإسلامية، إلى جانب شعوب العالم، تستنكر تصريحات سيئ الذكر، ولسان حالها يقول: “ياهو نتن”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى