المقالات

ترامب ونتنياهو.. أوهام التهجير وصفقات الوهم!

سبق أن كتبت أكثر من مقال في هذه الصحيفة الرائدة (مكة الإلكترونية)، وذكرت أن فوز (التاجر، المصارع) ترامب بالرئاسة الأمريكية سيكون كارثة على دول الشرق الأوسط تحديدًا، وعلى المجتمع الدولي بصفة عامة.

ولم يخب ظني وتوقعي، فما إن تسلّم الرئاسة حتى بدأ بالتصريحات اللامسؤولة والعبثية، التي تؤكد ما سبق أن أشرت إليه.

دونالد ترامب يقول إنه جاء ليشتري غزة ويمتلكها، وليس للفلسطينيين فيها أي بقاء، وأضاف أنه سيحوّل غزة إلى “ريفييرا الشرق الأوسط” وستصبح قطاعًا استثماريًا ضمن عقاراته وممتلكاته.

جاء هذا الرئيس الأهوج بعقلية تاجر العقار وعقلية المصارع، ففي الجانب العقاري أعلنها صراحة وكأن غزة معروضة في مكاتب العقار للبيع، وفي جانب المصارعة استخدم قوته وعنتريته، متوقعًا واهمًا أن هذا الرأي الشاذ والسخيف سيُقابل بالترحيب الفلسطيني والعربي والإسلامي.

هذا الأرعن توافق معه الصهيوني نتنياهو وعصابته الإجرامية، وأصبح الجميع ينظرون ويخططون لكيفية البدء في شراء غزة وتهجير أهلها. فالرئيس الأمريكي يقترح تهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن، ونتنياهو يقول إن إسرائيل وأمريكا قد نجحتا في تغيير واقع الشرق الأوسط، ويقترح ذلك النازي تهجير الفلسطينيين إلى السعودية بحكم اتساع أرضها، التي تستوعب إقامة دولة فلسطين عليها.

هذه الدعوة الصهيونية من نتنياهو مقصودة وموجهة للسعودية، بصفتها الدولة الأولى التي دعت إلى إقامة دولة فلسطينية على أرض فلسطين في إطار حل الدولتين. كما أنها محاولة صهيونية يائسة للضغط على السعودية وابتزازها، لدفعها إلى العدول عن ربطها السلام مع إسرائيل بإقامة دولة فلسطين.

ولكنه لم يدرك هذا (النتن) الفاشي أن السعودية عصية عليه وعلى أمثاله. فالمملكة العربية السعودية، قيادةً وحكومةً وشعبًا، ليست لقمة سائغة للأحلام الصهيونية، وسنقف جميعًا في وجه الأطماع الصهيوغربية، بأرواحنا ودمائنا، وخلف قيادتنا في جميع ما تتخذه من قرارات لإسكات السفهاء ودحر المعتدين.

نحن في السعودية أمة واحدة، ندافع عن بلادنا ونضحي من أجلها بكل ما نملك، وليعلم ترامب ونتنياهو أن عقليات التجار والمصارعين والمجرمين لا تخيفنا ولا ترهبنا، بل ستقوي عزيمتنا ولحمتنا الوطنية، وسنزداد قوة وصلابة في وجه الطغيان مهما كان مصدره.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى