لم تكن نتائج زيارات هيئة التقويم مفاجِئة للميدان التربوي! فقد ظهرت تصنيفات للمدارس شكلتها تلك الزيارات، بين نطاقات متلوّنة وعبارات تميّز، تقدم، انطلاق، وتهيئة.
فالمدارس المتوقع أن تحرز نتائج جيدة بالفعل حققت تلك النتائج المتوقعة، وهذا أمر طبيعي، لأن عناصرها مكتملة.
ولعل أغرب تصنيف هو أن يتم تطبيق نفس الضوابط والمجالات بنفس الآلية على الجميع! وقد نسيَت أو فاتها هيئة التقويم أن رب العالمين خلق البشر من نفس واحدة، لكن ضوابط الحساب تختلف من شخص إلى آخر حسب الإمكانات المتاحة له، وهذا هو العدل.
نتائج التقويم دون مراعاة الفروقات بين المدارس
لم تراعِ نتائج وفرز المدارس – حسب هيئة التقويم – الفروقات بين المباني، والتجهيزات، والبيئة، والأحياء، فقد يكون حظ بعض المديرين هو الموقع الجغرافي للمدرسة، حيث يساهم اهتمام الأهالي ووجود رياض أطفال قوية في تفوّق الطلاب.
فنجد الطالب في الصف الأول أو الثاني الابتدائي في بعض الأحياء يعادل في مستوى القراءة والكتابة طالبًا في الصف الخامس أو السادس في حي آخر، حيث لا يجد أي اهتمام من أسرته، ويعود الفضل في تعليمه إلى جهود مضاعفة من المدرسة والمعلمين.
إنه الحظ فقط الذي جعل بعض المدارس متميزة، وليس بفضل مديرها أو معلميها في أغلب الأحيان!
معايير غير عادلة للتقييم
لم يعد من المقبول وجود مبانٍ متهالكة أو ملاعب إسمنتية أو فصول بدون تجهيزات تقنية، ثم يتم تقييم هذه المدارس بنفس معايير المدارس الحديثة!
نعود إلى الحظ مرة أخرى…
جهود مدير المدرسة ومعلميها في حي نموذجي تختلف تمامًا عن جهود مدير مدرسة ومعلميها في حي لا يمت لهذا الوصف بصلة.
هل يجب أن نعيد حساباتنا؟
نعم، بكل تأكيد!
لقد كان خطأ هيئة التقويم في وضع آلية واحدة تُطبّق معاييرها على جميع المدارس خطأ فادحًا يفقدها المصداقية.
فلا يمكن وضع مقياس واحد للمدارس الأهلية والنموذجية والحكومية، بل إن المدارس الحكومية نفسها تنقسم بين مبانٍ حكومية ومستأجرة، فكيف يتم تقييمها بنفس المعيار؟
رسالة إلى هيئة التقويم
أعيدوا حساباتكم بطريقة جديدة، حتى لا تكون نتائج التقويم معروفة مسبقًا، ولئلا تصبح التصنيفات أضحوكة لا تُقبل تربويًا، ولا تقيّم المدارس بشكل عادل لتحقيق التحسن المنشود.
لذلك، رسالتي إلى هيئة التقويم:
• اطرحوا توصيات لوزارة التعليم تعالج المشكلات الفعلية في المدارس، بدلاً من تصنيفات غير منصفة.
• يجب أن يكون التعاون بين وزارة التعليم وهيئة التقويم واضحًا وملموسًا، لكن وفق مقاييس عادلة تراعي الفروقات التي ذكرناها أعلاه.