حين تجتمع العبقرية الطبية مع الرؤية الفكرية، وحين يلتقي الحزم الإداري برحابة الإنسانية، تتجلى شخصيات نادرة تصنع الفرق، وترسم مسارات التحوّل والتقدم.
الدكتور طلال المالكي، الرئيس التنفيذي للتجمع الصحي بالطائف ليس مجرد طبيب بارع، بل هو عقل استراتيجي، وروح قيادية، وفكر عميق يواكب العصر ويتجاوزه، يضع بصمته في كل مشروع يتبناه، فيرتقي به من كونه عملًا وظيفيًا إلى رسالة سامية ذات أثر ممتد.
في فترته المتالقة ، لم تكن المستشفيات مجرد مبانٍ تحوي أسرّة وأجهزة، بل أصبحت منظومات متكاملة تنبض بالحياة والدقة والتنظيم، تُعالج المرضى وتواسي آلامهم، لا بالجراحة والدواء فقط، بل بالحضارة والإنسانية. لم يسمح بأن تكون المؤسسات الطبية أماكن باردة تختزل البشر في ملفات وتقارير، بل جعلها واحات للشفاء، حيث يُحتضن الإنسان بكامل إنسانيته، ويُصنع الفرق في كل تفصيلة، من نظافة المكان إلى دقة الإجراءات، ومن دفء التعامل إلى رقي الخدمات.
وما كان لهذا النجاح أن يتحقق لولا أنه قائد بالفطرة، يؤمن بالعمل الذي يجب عليه، لا يكتفي بالتخطيط والتنظيم، بل يعيش تفاصيل الميدان، يجمع حوله القيادات الطبية والإدارية والموظفين، يصنع منهم فريقًا متناغمًا يسير بروح واحدة نحو هدف واحد: تقديم رعاية صحية تليق بالإنسان، وتليق بوطن طموحه لا يعرف الحدود.
لقد أدهشني وأبهجني ما رأيته اليوم في مستشفى الملك عبد العزيز من نظام دقيق، وهدوء يبعث الطمأنينة، وعناية تحيط بالمريض وكأنه في داره

0