طلاليات
مقبرة الدهامين، التابعة لبلدية بني سعد المرتبطة بـ أمانة الطائف، تعد شبه الوحيدة، إن لم تكن الوحيدة، في المنطقة التي لم يتم تسويرها حتى الآن.
معاناة هذه المقبرة تتفاقم، حيث أصبحت بعض القبور شبه مكشوفة، فيما تعاني أخرى من تعرضها للحيوانات الضالة والسائبة التي تمر فوقها، إضافة إلى عوامل التعرية التي أثرت عليها مع مرور مئات السنين منذ بدء الدفن فيها.
بل إن بعض القبور انهارت على رفات الموتى، ويمكن للمار بالقرب منها رؤية بقايا الرفات المكشوفة، حيث يتم تغطيتها بطريقة بدائية جدًا لا تفي بالغرض. وكأن الأموات يشكون حالهم إلى الله ثم إلى الأحياء، ويرجون تحرك المسؤولين لحماية حرمتهم. بل كأنهم يخاطبوننا قائلين: ستؤولون في قادم الأيام إلى ما نحن إليه، وهم يناشدون رفع المعاناة عن قبورهم التي تتعرض للتعرية، مما جعلها تتآكل وتهدم فوقهم.
يشير الأهالي إلى أن أمانة الطائف وبلدية بني سعد، وبعد عدة مطالبات، سعوا مشكورين إلى تسوير المقبرة، إلا أن أحد الأهالي اعترض على المشروع، مما أدى إلى إيقافه. وقد تم رفع دعوى لدى المحكمة الشرعية بمحافظة ميسان، وبعد مداولات استمرت سنوات، صدر صك شرعي ينفي صحة الدعوى المقدمة ضد التسوير.
وبناءً على ذلك، أعاد الأهالي تقديم طلبهم لبلدية بني سعد، مرفقًا بصك الحكم، مطالبين باستئناف مشروع التسوير. ورغم تكرار الطلب لعدة مرات، لم يتم التجاوب معهم حتى الآن.
مع مرور الأيام، تفاقمت المشكلة وزادت انهيارات القبور، مما أدى إلى انتهاك حرمة الموتى بشكل شبه يومي. ومن خلال هذا المنبر، يطالب الأهالي بتدخل عاجل وسريع لتسوير المقبرة.
كما يوجهون نداءً إلى أمانة الطائف ممثلة بالمهندس عبدالله بن خميس الزايدي، ويثقون في سرعة تجاوبه مع مطالب الأهالي، وخصوصًا مع البلديات الفرعية التابعة للأمانة، ومنها بلدية بني سعد، التي تُعد من البلديات النشطة بمحافظة ميسان.
الأهالي يطالبون بتسوير المقبرة فورًا، احترامًا للمدفونين فيها، خصوصًا أن مطالباتهم مستمرة منذ عشرات السنين. كما يؤكدون استعدادهم التام لتقديم صك الملكية الخاص بالمقبرة فورًا إن استدعى الأمر ذلك.
هل ستتحرك الجهات المعنية لإنهاء هذه المعاناة وحماية حرمة الموتى؟ هذا ما ينتظره الأهالي بفارغ الصبر.