تسير المملكة العربية السعودية بخطى سياسية ثابتة وحنّكة قيادية عظيمة وفق ثوابت وقيم سامية لا تحيد عنها مهما كانت التحديات ؛ حتى باتت السعودية مضرباً للمثل في القيادة السياسية الحكيمة ومعقلاً للحل والربط في كثير من التحولات السياسية ، هذه السيادة السياسية والريادة القيادية قد انسحبت على كافة المجالات بما فيها الاقتصادية ، واتجهت السعودية لما هو أبعد من تأثيرها في المشهد العالمي وذلك يعود إلى القراءات السياسية العميقة والبعيدة في ذات الوقت لكل ما يدور في المشهد العالمي والقوى المؤثّرة إلى جانب المبادئ الراسخة للسياسة الخارجية السعودية.
عملت القيادة السعودية منذ أسس كيانها الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود – طيّب ثراه – وعبر الحقب التاريخية التي حكم فيها أبناء المؤسس – رحمهم الله – حتى عهدنا الحاضر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وولي عهده الأمير محمد بن سلمان آل سعود – حفظهما الله – على ترسّيخ مبادئ الثوابت التي تنطلق منها سياستها الحكيمة .
هذه المبادئ التي بذلت القيادة الغالي والنفيس ؛ كي تكون لها القاعدة الصلبة التي تنطلق منها وتسعى جاهدة إلى أن تصل للمكانة العالمية التي تليق بها ، هذه المكانة التي جعلت المملكة السعودية في صدارة الدول العظمى ، وما دعوة الرياض للرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلا دليلاً جوهرياً عميقاً وقاطعاً لمكانة السعودية ودورها المحوري الهام في قيادة الدفة العالمية متمثلة في هذه القمة كوسيط دولي موثوق يسعى إلى تحقيق الأمن والاستقرار، مستفيدةً من علاقاتها المتميزة مع جميع الأطراف المعنية والذي يحظى فيها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله – بتقدير كبير لدى الرئيسين الأمريكي والروسي، مما يعزّز فرص نجاح القمة والمبادرات التي تقودها المملكة لتقريب وجهات النظر بين البلدين إلى جانب طرح الكثير من الحلول المتعلقة بالقضايا الشائكة بين البلدين وأولها الحرب القائمة مع أوكرانيا ووضع حدّ لهذه النازعات التي لا تخدم الصالح السياسي العام .
لا غرابة أن نشاهد هذه الديناميكية الاحترافية والقدرات الكبيرة للقيادة السعودية الحكيمة والتي جعلت من عاصمتها الرياض ملتقى عالمي لحل الكثير من الأزمات الاقليمية والعالمية بعد باتت تشكّل محور الارتكاز الدولي والثقل الإقليمي .
من هذا المنطلق سندرك قيمة الناجحات السياسية السعودية وحسن الرأي والمشورة والقرار الحكيم ، سيما وإنها بلد السلام والأمان وبلد يدعو للانفتاح على الآخر والحوار والتعايش الإنساني ، وهذا يتطلب علاقات وطيدة مع كل الدول الفاعلة في العالم ؛ لذا نجد القيادة السعودية لم تركن لتلك العلاقات التاريخية القديمة مع الولايات المتحدة فحسب بل تجاوزت الدبلوماسية السعودية الإطار الأمريكي إلى الإطار الأوروبي ونجحت الرياض في تأسيس علاقات سياسية اقتصادية متينة مع دول أوروبية عظمى منها بريطانيا وفرنسا وذهبت كي تمدّ جسوراً قوية من الاقتصاد الجديد مع أكبر قوتين اقتصاديتين في الشرق الأوسط الآسيوي ” الصين واليابان ” بهذا التنوع الاقتصادي والتعاون المختلف في كافة المجالات مؤشّر بارز لمكانة السعودية ودورها الحيوي في المشهدين السياسي والاقتصادي على مستوى العالم .
ومضة :
ما يميز الدبلوماسية السعودية اليوم أنها الأكثر تأثيراً وحضوراً طاغياً من أي وقت مضى ؛ إذ باتت تلعب أدواراً إستراتيجية مع المنظومة الدولية والقوى المؤثرة في العالم لأنها ترسم العلاقات السياسية الدولية على أساس المصالح والدور والأهمية التي تتمتع بها المملكة وفق حلول مفصلية حاسمة.