المقالات

قمة العالم على أرض السلام

قمة العالم على أرض السلام حقيقة وليست وهمًا أو فضول كلام. فلقد كانت المملكة العربية السعودية عبر تاريخها وما زالت إلى وقتنا الحاضر وستبقى وجهة مفضلة ومركزًا هامًا للتوازن السياسي العالمي وعقد المؤتمرات واللقاءات لمناقشة القضايا والأزمات الدولية. وما ذلك إلا لما تمثله للعالم من خلال ثقلها السياسي والاقتصادي وحجم تأثيرها في القرار الدولي ونجاح منهجيتها السياسية المعتدلة التي تتسم بالحكمة والعقلانية، وتوجيه الأمور نحو التهدئة والأمن والسلام الذي تطمح المملكة لتحقيقه وسيادته في شتى بقاع العالم.

لقد أثبتت الأزمات العالمية قدرة المملكة على الاحتواء وإجادتها دور الوسيط المؤثر في حل المشكلات، وإسهامها الرائع في تخفيف آثار الحروب والأزمات على الشعوب، ورغبتها في سيادة العلاقات المبنية على الاحترام المتبادل وتثبيت الحقوق وحل النزاعات بين مختلف دول العالم بالطرق السلمية. انطلاقًا من قواعد سياستها الراسخة التي تؤكد دورها الإيجابي في العالم وأنها دولة أمن وسلام وخير ورخاء.

إن اختيار رئيسي أقوى دولتين في العالم للمملكة كوجهة مفضلة لمناقشة الأزمة الأوكرانية والعلاقات بين البلدين وبعض القضايا الدولية العالقة له دلالاته الواضحة، حيث يكشف عما تمثله المملكة للعالم وعن مكانتها في عيون زعمائه.

كل هذا بفضل الله تعالى ثم بفضل السياسة الحكيمة في مجال العلاقات الخارجية التي تنتهجها المملكة وتسعى من خلالها لتعزيز التعاون والاستقرار الدولي، ونبذ الخلافات والحروب، وحل الصراعات والنزاعات بالطرق السلمية التي تحقق العدالة والاستقرار.

وقد أكد بيان وزارة الخارجية الصادر في 14 نوفمبر 2025 أن المملكة ممثلة في صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله أبدت استعدادها لبذل مساعيها الحميدة للوصول لحل للأزمة بين روسيا وأوكرانيا. وكانت جهود سموه الكريم منذ اندلاع الأزمة الأوكرانية تدعو للتهدئة والسلام وحل الأزمة بالطرق الدبلوماسية نظرًا لما تحمله من تبعات على الاستقرار والسلام العالمي والأثر الاقتصادي، خصوصًا عندما تتسع لتشمل أطرافًا أخرى.

ووفقًا لمجريات الأحداث السابقة والحالية، فإن الأيادي السعودية البيضاء تواسي جراح العالم وتخفف آلام شعوبه ومجتمعاته، فهي يد تجمع ولا تفرق، وتداوي ولا تؤذي، وتعطي ولا ترجو الشكر. فما أن تندلع أزمة أو تنشب حرب إلا كان الدور السعودي هو الأبرز، والتأثير على أطراف النزاع هو الأقوى.

إن لغة التوازن والعقلانية التي تنطق بها السياسة السعودية تؤدي دورًا بارزًا في انحسار الأزمات وحل المشكلات، وقد حظي هذا الدور الريادي بتقدير العالم، إذ نلمس في تصريحات الرئيس الأمريكي ترامب والرئيس الروسي بوتين اتفاقًا على أن المملكة وجهة مفضلة لديهم لعقد اجتماع المباحثات والتفاهم لحل الأزمات والخلافات.

فإذا كانت هذه رؤية أقوى دولتين على مستوى العالم، فهذا يعني قبول العالم للدور السعودي وتوجيه الأنظار إليه لحل الخلافات. ولعل الاجتماع المرتقب للرئيسين برعاية المملكة وعلى أرض السلام وقبلة العالم يحقق نتائج مثمرة تنعكس على الاستقرار العالمي وتخفف الأزمات الدولية وتبعاتها.

وهذا من أهم ركائز ومستهدفات السياسة السعودية في العلاقات الخارجية، ومن انعكاسات دورها المؤثر على الساحة الدولية. وشتان ما بين من يبني ومن يهدم، ومن يصلح ومن يفسد. فبوركت الجهود السعودية في قيادة السلام العالمي ورعاية وخدمة المصالح التي تحقق الاستقرار العالمي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى