منذ القدم، والمملكة العربية السعودية هي عمود الخيمة العربية، والنجم الساطع في سماء العالم الإسلامي، وهي السحابة الممطرة بالخير على كافة الشعوب الشقيقة والصديقة، رغم ما تتعرض له من جفاء ونكران للجميل من قِبل من لا يثمر فيهم عمل الخير والمعروف. بل لقد وصل الجحود لدى البعض إلى حبك المؤامرات والدسائس ضد بلاد الحرمين متى سنحت لهم الفرصة. ومع ذلك، ما زالت مملكة الإنسانية مستمرة في مد يد العون والمساعدة للجميع، متغافلة عن سفاهة الجهلاء، وعاملة باستمرار على رأب الصدع والتغلب على المعضلات وحل الخلافات التي تنشب بين فينة وأخرى بين العديد من البلدان العربية والإسلامية.
وفي هذه الأيام، تتجه أنظار العالم صوب مدينة الرياض، عاصمة السلام، التي تستعد لاحتضان القمة الأمريكية الروسية المزمع عقدها خلال الأيام القادمة، والتي يترقبها العالم بأسره، آملًا أن ترسم مرحلة جديدة في خارطة العلاقات الأمريكية الروسية بعد فترة طويلة من الخلافات السياسية والاقتصادية. ويتطلع الجميع إلى بدء مرحلة قائمة على الاحترام والتعاون، تضمن تحقيق الأمن والسلام لكافة الدول والشعوب.
وقد جاء اختيار المملكة لاستضافة هذه القمة لعدة أسباب، يأتي في مقدمتها الدور الريادي والقيادي الذي تؤديه في كثير من المواقف والأزمات، إضافة إلى توازنها في العلاقات بين كافة الأطراف، وعلى وجه الخصوص علاقاتها المتينة مع كل من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا. وقبل ذلك كله، يعود الأمر إلى ما يملكه سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان من آراء سديدة ورؤية ثاقبة، وما يتمتع به من احترام وتقدير وثقة كبيرة من قبل القيادتين الأمريكية والروسية، اللتين تربطهما بسموه علاقات ودية وثيقة، جعلت من المملكة شوكة الميزان التي تحفظ التوازن بين القوتين العظميين.
نسأل المولى عز وجل أن يوفق المملكة في استضافة وتنظيم هذه القمة بالصورة المشرفة المعهودة عنها، وأن تحقق نتائج إيجابية، كما تأمل وتتطلع إليه كافة دول وشعوب العالم، من اتفاق وتوافق بين قطبي العالم، الأمريكي والروسي.
• عضو هيئة التدريب في معهد الإدارة العامة.