المقالات

قمة الدرعية بين القطبين… رمزٌ للقوة والاستقرار

يجتمع اليوم وفدا قطبي العالم، الولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية روسيا الاتحادية، في قصر الدرعية، المدينة التي كانت اللبنة الأولى لنشأة الدولة السعودية، والتي يعود تاريخها إلى القرن الخامس عشر الميلادي، عام 1446م الموافق لعام 850هـ. وقد كانت الدرعية عاصمة الدولة السعودية الأولى التي أسسها الإمام محمد بن سعود – رحمه الله – عام 1139هـ، مما يمنح اللقاء دلالة رمزية على عراقة الدولة السعودية وعمق تاريخها، ويبرز صمودها واستقرارها رغم مرور حربين عالميتين، لتبقى شامخة قوية.

تحمل الدرعية رمزية أخرى؛ فهي رمز لنشر السلام والأمن في الجزيرة العربية، وهو النهج الذي بدأه الإمام محمد بن سعود – رحمه الله – واستمر عليه الملك عبد العزيز – رحمه الله – مؤسس الدولة السعودية الثالثة، وتبعه في ذلك أبناؤه الملوك البررة الذين تعاقبوا على حكمها. واليوم، تواصل المملكة العربية السعودية، بتاريخها المجيد وقوتها السياسية والدينية والاقتصادية، مسيرتها في تعزيز السلام والأمن بين دول العالم وشعوبه، محاولة تقريب وجهات النظر بين قطبي العالم، روسيا وأمريكا، وإعادة الدفء إلى العلاقات بينهما بعد التوتر الذي شابها في السنوات الأخيرة.

إن جلوس روسيا وأمريكا على طاولة المفاوضات ومناقشة خلافاتهما سيكون له أثر إيجابي على العالم أجمع، إذ قد يسهم في حل العديد من الأزمات، وعلى رأسها الحرب الروسية الأوكرانية، على أرض السلام والاستقرار، وفي المملكة التي باتت قبلةً عالمية لحل الخلافات الدولية.

لقد شهد التاريخ بسعي المملكة العربية السعودية الدائم لرأب الصدع وحل الخلافات بين الدول العربية والإسلامية وسائر دول العالم، ولا يتسع المقام هنا لذكر تلك الجهود لكثرتها. ويبقى الأمل معقودًا على أن يتوافق القطبان الكبيران على إرساء أسسٍ جديدة لعلاقاتهما، والوصول إلى تفاهمات تبشر العالم بالأمن والسلام الدولي.

• أستاذ الإعلام الدولي

د. محمد هندية

استاذ الإعلام الدولي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى