
في الوقت الذي تعيش السعودية العظمى يومها الثابت من كل عام الذي يصادف يوم الثاني والعشرين من فبراير الحالي 2025م الذي نحتفل به واليوم وطننا يعيش تحولات كثيرة مفصلية ونوعية في عهد الخير والنماء عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وعراب الرؤية 2030م سمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز يحفظهما الله .
نعم السعودية العظمى تعيش الثابت والثوابت التي أسست عليه من عهد الملك عبد العزيز – يرحمه الله – هذا الرجل الذي ستبقى بصمته حتى تقوم الساعة بإذن الله حسبنا أن للبيت رب يحميه وقيل أن هذا يطلق على كامل أرض الجزيرة العربية التي لن تقوم الساعة حتى تعود مروجا وأنهارا كما أخبر بذلك نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي فسره العلماء اليوم بما تكتنز بلادنا من خيرات في باطن الأرض وظاهرها باطنها بالبترول والمعادن وظاهرها بما يتحقق اليوم على صعيد الواقع بعد أن كنا نستورد معظم احتياجاتنا الزراعية اليوم نصدر ما يفيض عن حاجتنا من الخضار والفواكه والمحاصيل النادرة المتميزة عالميا فضلا عن استهداف الرؤية بإعادة تأهيل ما يزيد عن 74 مليون هكتار من الأراضي بزراعة اكثر من عشرة مليارات شجرة ما بين دائمة الخضرة والمثمرة واستعادة الوظائف البيئية الحيوية وتحسين جودة الحياة الفطرية والحد من الجفاف والعواصف الرملية .
ومن التحولات التي شهدتها المملكة في هذا العقد الأخير ما تحقق ويتحقق في مجالات الأمن الداخلي وحماية الحدود والمحافظة على المنشآت الحيوية من خلال منظومة أمنية جعلت المملكة العربية السعودي الدولة الأولى عالميا في تحقيق أعلى معدلات أمن الإنسان والمكان ولعلنا نقف على ما يتم بذله من جهود لخدمة عشرات الملايين الوافدين للبلد الأمين للعمرة والحج والزيارة في مكة والمدينة فضلا عن الزائرين لغرض السياحة في بقية مدن المملكة بدءا من الرياض العاصمة وانطلاقا لبقية المناطق البحرية منها والسياحية كما في الطائف والباحة وعسير والأماكن الأثرية كما في العلا وغيرها من المواقع الأثرية والتراثية التي أصبحت في موسوعات جينيس وفي سجلات البحث العالمية ومنظمات السياحة العالمية وكل هذا يقع تحت أنظار رجال الأمن الذين يبذلون قصارى جهودهم بأعلى جودة وتطور جعل أنظمة المتابعة وتعقب المخالفين مضرب مثل عند الدول المتقدمة ولعل آخر المستجدات من استحداث إدارة عامة للأمن المجتمعي ومكافحة جرائم الاتجار بالأشخاص تابعة للأمن العام واختيار المملكة لأن تكون أرضها مقرا إقليميا للإنتربول الدولي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على جانب ما تحقق من تقدم وتميز في خدمات الأمن السيبراني توجها لإعلان مؤسسة المنتدى الدولي للأمن السيبراني والمنتدى الاقتصادي العالمي ( weF ) عن إطلاق ( مركز الاقتصاديات السيبرانية ) في مدينة الرياض وتطورات واسعة في خدمات المواطن والمقيم والوافد والزائر في جميع قطاعات الأمن الداخلي ودرء المفاسد ومن أبرزها مكافحة المخدرات وما في حكمها .
المملكة تشهد تحولات في الكثير من الخدمات الأساسية واللوجستية كما في استخدامات الذكاء الاصطناعي الذي احتلت بتطوره المملكة مركزا من العشر الأوائل والأولى عربيا وإقليميا ألى جانب تطور الخدمات التعليمية والصحية وخدمة الحجاج والمعتمرين وخدمات الطرق الداخلية في المدن والتي تربط بين المناطق والطرق البرية التي تربطها بالدول المجاورة إلى جانب زيادة شركات النقل الجوي ومشروعات السكك الحديدية وعلى رأسها مشروع قطار الحرمين بين مكة وجدة والمدينة وما ستشهده المملكة من مشروعات جديدة مماثلة للربط بين الغرب والشرق والوسط والشمال على أحدث المواصفات العالمية تقنية وجودة لنقل الملايين بكل يسر وسهولة .
وفي مجال السياسة والاقتصاد يكفي أن المملكة تتبوأ مقعدا متقدما إذ يعد اقتصادها اليوم من أكبر عشرين اقتصادا عالميا وأكبر اقتصاد في العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط وهي العضو الدائم وقائدة دول أوبك ويكفي أن رئيس أكبر دولة اليوم ” ترامب ” يتمنى أن ينشئ صندوق استثمار كصندوق استثمارات المملكة وهو بالفم المليان يتخذ من سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان قدوة في هذا وشهادة صندوق النقد الدولي بأن الوضع المالي والاقتصادي للمملكة قويا وآمنا .
وختاما فإن سياسة المملكة العربية حققت تقدما كبيرا من خلال الحياد وعدم التخل في شؤون الدول إلا بما تدعى إليه من التوسط أو حل النزاعات والمساهمة بما تملك من خبرات ومصداقية وكان ختامها مسكا باختيار الرياض لالتقاء أكبير قوتين عالميا متنافستين اقتصاديا وعسكريا وسياسيا تتمثلان في أمريكا وروسيا لحل أكبر قضيتين اليوم تشغل بال العالم والرأي العام العالمي في فلسطين وأوكرانيا الذي يصادف اختيارهما للرياض احتفالات المملكة بيوم التأسيس ليعيشوا ونعيش فرحة اللقاء وفرحة التأسيس ولعل لقاء هؤلاء الزعماء لأول مرة على طاولة المفاوضات وجها لوجه في السعودية ليعد هذا الحدث جاذبا لبوصلة الإعلام العالمية للحديث عن وساطة تاريخية تقوم بها السعودية العظمى ليتحقق السلام الكوني من خلال سمو ولي العهد الذي تم اختياره لأكثر من عام رجل السلام ورجل المهمات وأقوى قائد في المنطقة واعتباره شخصية متفردة بمنجزات نوعية في شتى مجالات الحياة على المستوى الداخلي والإقليمي والعربي والدولي العالمي .
انعطاف قلم :
لعموم المواطنين والمقيمين عيشوا ونعيش معا هذه المناسبة بما يتفق والفرحة المعتدلة الكافية المواكبة لأنظمة التحرك في الشوارع والميادين والساحات والنشاطات العامة واجعلوا هذا اليوم يوم فرحة من غير خروج المألوف وعن الأهداف التي تثبت لنا المواطنة الصادقة والعيش بسلام في أرض السلام .