قناديل مضيئة
يوم التأسيس السعودي هو مناسبة وطنية تُحيي ذكرى تأسيس الدولة السعودية الأولى، التي قامت في مدينة الدرعية لتكون نواة لتوحيد الجزيرة العربية. وقد أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- في عام 2022 اعتماد يوم 22 فبراير من كل عام يومًا رسميًا لذكرى التأسيس، الذي يعود تاريخه إلى عام 1139هـ (1727م)، حيث شهدت الجزيرة العربية حدثًا تاريخيًا مهمًا بوضع الإمام محمد بن سعود أسس الدولة السعودية الأولى.
ومنذ ذلك الحين، أصبحت هذه الدولة نموذجًا للوحدة والاستقرار والتنمية، ويعتبر الاحتفاء بهذا اليوم فرصة للتذكير بإنجازات الأجداد واستلهام القيم الوطنية في بناء المستقبل. كما تكمن أهمية الاحتفاء بيوم التأسيس في كونه يهدف إلى تعزيز الهوية الوطنية، وتعميق مفهوم الوحدة، واستذكار ثقافة هذه البلاد المباركة.
ونحن، كمربين وتربويين، وقبل ذلك آباء مؤتمنين، ينبغي لنا استغلال مثل هذه الفرصة لتعزيز الهوية الوطنية لدى أبنائنا وبناتنا، وتوثيق أواصر التلاحم بين القيادة الرشيدة وجيل المستقبل. لقد كبرنا وتربينا على حديث آبائنا وأجدادنا – رجالًا ونساءً – ممن عاصروا الجوع والخوف والفقر، وكانوا رغم قلة تعليمهم يبذرون في داخلنا حب هذا الوطن، وحب القيادة، والدعاء لهم في كل مناسبة. وما ذلك إلا لما عاشوه ولمسوه وشاهدوه من نعمة الأمن والرخاء بعد سنين الشقاء والعناء.
ويجب علينا، نحن الذين نشأنا وترعرعنا ونحن ننعم بهذه الحياة الكريمة، أن ننقل ما حدثنا عنه من قبلنا، وما قرأناه وتعلمناه، وما عشناه وشاهدناه طيلة حياتنا من فتن ومحن أمنية وسياسية، كان لحكام هذه البلاد الحكمة التي مكنتهم من تجنيب وطنهم ومواطنيهم ويلات تلك الفتن.
ما زلت أنقل لأبنائي ما ذكره الراحل سمو الأمير سعود الفيصل -رحمه الله- لإحدى المحطات الأجنبية، حين قال:
“إن عائلة آل سعود حكمت وعادت، ثم عادت مرة أخرى للحكم ثلاث مرات منذ نشأة المملكة، وهذا يعني أن هناك روابط بين الشعب وهذه العائلة الحاكمة. نحن نخدم مصالح شعبنا، ولهذا السبب نحن باقون، إنها عائلة لديها جذورها الراسخة في داخل الأرض، وتعمل لمصلحة شعبها.”
نبض مواطن:
مدعّم بالهدى والحق متشحُ
بالنور يسطع من وحي وتلقينِ
سما “بآل سعود” فرعه ورسى
بهم على الدهر في عزٍّ وتمكينِ