
يظل يوم التأسيس المجيد (22فبراير) وفي ذكراه الخالدة من الأحداث التاريخية العالقة في أذهاننا جميعاً كسعوديين، وليس من الممكن أن يُمحى من ذاكرة أي مواطن سعودي يعتز ويفخر بوطنه الغالي، ولم يكن يأتي يوم ذكراه إلا للتأكيد على حقيقة راسخة من حيث كونه يوم عز وفخر لتأسيس دولة عظيمة لشعب عظيم على تراب الجزيرة العربية الطاهر وعلى يد الإمام محمد بن سعود في عام 1139ه (1727م) وعاصمتها الدرعية بعد حملات توحيد كانت هي البدايات الأولى لوضع لبنات ثابتة لدولة أقيمت على مبادئ الشريعة الإسلامية الغراء، واستمرار الدولة السعودية في استعادة ملكها بعد بذل الغالي والنفيس من رجال اتصفوا بالحزم والعزم والقوة والإقدام يقودهم مؤسس الدولة السعودية الثالثة فارس التوحيد جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود في عام 1319ه لكيان رحيب سُمي فيما بعد وتحديداً في عام 1351ه بالمملكة العربية السعودية.
ولو أخذنا على سبيل المثال لا الحصر جانباً من الجوانب المضيئة العديدة في هذه الدولة السعودية المباركة -وفقها الله- وهو جانب تحقيق مقاصد العقيدة الصحيحة في نفوس الناس كافة من خلال القضاء على كل البدع، والخرافات، والخزعبلات في جميع مناحي الحياة الاجتماعية، وتوعيتهم وتبصيرهم وتذكيرهم بعبادة الله وحده لا شريك له بالقلب والقول والعمل دون التعلق بأي شيء غيره سبحانه وتعالى من أحجار وأشجار ونجوم، هذا غير تطبيق المنهج النبوي الشريف في مسألة تسوية القبور بالأرض، ومنع القباب، وإزالة ماكان موجود من مخالفات شرعية، مع عدم استخدام الأنوار أوالزخرفة حول قبور الموتى فهي وبلا أدنى شك مدعاة للشرك بالله عز وجل، أو في دعاء أصحاب القبور وغيرها من مقاصد العقيدة الإسلامية والتي بكل تأكيد في اتباعها مايبعد الإنسان المسلم عن القلق والتوتر والاضطراب والخوف والحرمان من طمأنينة النفس، وسكون القلب، والحياة الآمنة السعيدة.
إن ذكرى يوم التأسيس للمملكة العربية السعودية هو استعراض لتاريخ حافل بالصمود والتضحية والتلاحم والمجد والتوحيد عبر مسيرة خالدة لدولة عظيمة ممتدة لثلاثة قرون على هدي من كتاب الله تعالى وسنة رسوله، وما تلاه ولله الحمد والمنة من بناء شامخ في شتى المجالات منذ عهد المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- ومروراً بأبنائه البررة -رحمهم الله- حتى هذا العهد السعودي الزاهر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان من خلال رؤية مباركة للمملكة كانت ولازالت تسطر الإنجازات الكبيرة المتتالية في المجالات الأمنية والسياسية والتعليمية والاقتصادية والاجتماعية والإعلامية والثقافية وبخطى راسخة نحو المستقبل المأمول، وهي أيضاً ذكرى عظيمة للارتباط المتين بين القائد والشعب مما أدى وبكل حب وفخر إلى لحمة وطنية وثيقة قادت إلى المزيد من الازدهار والتقدم والرقي، والمحافظة على الموروث التاريخي والحضاري والثقافي. وبمناسبة الذكرى المجيدة ليوم التأسيس السعودي الخالد كل الدعوات الخالصة بأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان والاستقرار في ظل القيادة الرشيدة.