قبل أكثر من ثلاثمائة وسبعة سنين هجرية تأسست دولة، وبزغ نجمها من تحت ركام الجهل والخوف والفقر، وأنقاض دمار الحروب؛ التي كانت تسود تلك الحقبة من الجزيرة العربية… إلى أن وصلت اليوم إلى أن تكون محور الأرض وحديث العالم … بفضل من الله ثم بفضل قادتها آل سعود وشعبها المخلص.
ففي عام ١١٣٩ هجرية، الموافق لعام ١٧٢٧ ميلادي أُعلن الإمام محمد بن سعود إماماً للدرعية. لتبدأ قصة الكفاح والصمود والتضحيات.
للتأريخ ومن التأريخ لم تُحتل هذه الأرض من أي قوى خارجية وقادتها آل سعود من هذه الأرض، وعلى رأس جيوشها لتوحيد الجزيرة العربية مستمدين قوتهم من الله عز وجل ثم من شعبهم وولائهم، بينما كانت أغلب دول العالم في وقتها إما محتله أو محميات لدول أخرى ..لذلك استمرت وسوف تستمر بإذن الله.
والمتتبع للتاريخ في مراحل الدولة السعودية الأولى والثانية والثالثة يعلم يقيناً بأن سفينة هذه الدولة أبحرت في مواجهة تيارات الفتن وعواصف الأزمات… وخاضت المصاعب والتحديات وقدمت التضحيات.. إلى أن وصلت إلى بر الأمان بفضل من الله ثم بفضل قادتها أئمة وملوك، ونستخلص منها العبر ونشكر المولى عز وجل على نعمة الإسلام ونعمة بأنك سعودي.
الله عز وجل ضمن حفظ القرآن الكريم واختصه لنفسه وقال في محكم كتابه الكريم ” إنّا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون”، وشاءت أقداره أن تكون على يد هذه الدولة، فلن تجد مسجد في هذا العالم إلا وفيه مئات النسخ من المصحف الشريف وبكافة اللغات من أرض الحرمين، وفتح الله عز وجل لها خزائن الأرض، لصدقهم، في رفع راية التوحيد وخدمة الحرمين الشريفين.
وامتدت يد خير المملكة العربية السعودية بدون منه، ولا انتظار شكر من أحد لتطال أكثر من 165 دولة حول العالم، لإيمانها برسالتها الإنسانية، ونشر قيم الإسلام والسلام.
ووصلنا اليوم إلى ألماسة جديدة في عقد هذه الدولة العظيمة، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل بن تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود-حفظه الله- وولي عهده الأمين والذي استذكر الماضي وجمع أفضل خصاله والحاضر ونحن رجاله…وأسس رؤية تلهم أبناؤه.. وأن السماء طموح أجياله.. ..لذلك حق لنا كسعوديين في يوم التأسيس أن نفخر ونحتفل بأننا ننتسب لهذا الكيان العظيم.

0