اقتصادالمقالات

رمضان يطرق الباب ويفهّم الألباب

تمتلئ شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المختلفة بالتهاني والتبريكات، إلى جانب المواعظ والأحاديث النبوية الشريفة عن فضائل شهر رمضان. ومع كل هذا الكم الهائل من النشر، نغفل عن ثلاث نعم عظيمة، هي أم النعم: نعمة الأمن، ونعمة العافية، ونعمة رغد العيش.

كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم:
“من بات آمنًا في سربه، معافًى في جسده، عنده قوت يومه، فقد حيزت له الدنيا بحذافيرها.”

إن نعمة الأمن التي نعيشها من أعظم النعم التي تفضّل الله بها علينا، ثم بفضل قيادتنا الرشيدة التي بذلت كل ما تملك لتحقيق الأمن والأمان للوطن. فجزاها الله خيرًا، وكتب أجرها في عليين.

أما نعمة العافية في الأبدان، فهي نعمة عظيمة، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“إذا سألتم الله فاسألوه العفو والعافية في الدنيا والآخرة.”

أما نعمة الكفاف في القوت، فبحمد الله وفضله، ثم بفضل حكومتنا الرشيدة، فقد وفّرته بثمن زهيد، وفي متناول الجميع، بمختلف مستوياتهم الاقتصادية. فالدولة قدّمت الدعم للغذاء بجميع أنواعه المختلفة، مما جعل العيش الكريم متاحًا للجميع.

فلنتذكر هذه النعم الثلاث علينا في هذا الشهر الكريم، ولنحمد الله عليها كثيرًا. وهنا أتوقف عند نعمة القوت في رمضان، وأسأل: هل الشهر الكريم شهر الاقتصاد والزهد في الطعام، أم الإفراط فيه؟

ما أراه في السوبرماركت من تكدّس للمواد الغذائية بحيث لا تستطيع المرور إلا بصعوبة، وإذا واجهت عاكسًا للخط، تضطر إلى الرجوع إلى الوراء، أمر غريب! ناهيكم عن موائد الطعام المتعددة والمتنوعة التي تتجاوز العادات اليومية للأسرة.

ألا تتذكرون معي قول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق؟
قال: “عنده قوت يومه”، وليس قوت شهره!

كما قال صلى الله عليه وسلم:
“بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لا بد، فثلث للطعام، وثلث للشراب، وثلث للنفس.”

إن رمضان فرصة لإفهام الألباب، أنه شهر زهد في الطعام، وليس إفراطًا فيه.
تقبل الله صيامكم وقيامكم.

• أستاذ الإعلام الدولي

د. محمد هندية

استاذ الإعلام الدولي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى