المقالات

المرأة و قيادة المشهد الخفي

‏عانيت من الصمت الكتابي كثيرًا ، وكأن الكلمات تهجرني
جفاف لكل لغة داخلي ولكل حوار يدور بيني وبين نفسي
تهرول الأحرف في عقلي وتتطاير في فضاء منشغل لايتوقف عن الحركة، كل ما حاولت احتضانها تبعثرت أكثر.
ربما حتى الكلمات قررت أن تستريح مني.
لأنه لايأخذني للكتابة إلا الشعور، وهذا مخيف أو جيد لا أعرف
فتصرخ الكلمات و توجهني للصفحات البيضاء حينما أكون بقمة شعوري المتقد تجاه الأشياء ، ولن تفعل إن لم أكن كذلك.
في هذا الوقت المتأخر من الليل وجدت دافعًا للكتابة وتساءلت عن سبب توقفي
نعم كبرت سنة ، عقلت أكثر، هدأت أكثر ، والحياة مملة ، وأصبحت أنظر بشكل مختلف ؟ ، ربما !
لكن وجدت السبب الأقرب للصحة إنني بنفس الجموح ولكن الإنشغال يسرق وقتي الأحب مني!
كلها كانت تساؤلات بيني و بين عقلي
و الجيد من هذا كله أن الأحرف بدأت تنهمر كما ينبغي
حتى إنها فتحت ذراعيها لي وقالت لي: “يامطول الغيبات هات الغنايم”.
كالصفحة البيضاء ظاهرها كما باطنها ، لا أخشى أحدا و أتحدث بالطريقة التي يجب أن تكون و لا يهمني التملق ولا شرح نفسي لمن لايستطيع فهمي ،لا أستخدم الكذب سلاحا لصنع أي شيء من أجل نفسي ، بعدها فهمت لماذا تأتيني الدنيا طواعية مرغمة .
حتى أنني بعض المرات شعرت لوهلة أن والدتي قامت برشوة خفية لجعل حياتي كما لو أنها تبدو لي باللون الوردي ، وأنا أعرف أن دعواتها كانت تحفني بكل اتجاهاتي .

و في اعتقادي التام أن البشر الذي يتخذون أفكارهم وفكرهم بشكل مرن قابل للتغيير والتفهم هم الأشخاص الصحيين الأسوياء ، وجدت هذا النمط كثيرًا موجود بالنساء على عكس الرجال في تقبل الجديد والتخلي عن الموروث الخاطيء وإن أظهروا الحداثة، حتى مع النساء الغير متعلمات لابد أن نشترك في نقطة تتفق تماما لما ذكرت سابقا
في أصغر نقاش مع أي رجل نستطيع فهم كم من الأعوام استطاع اجترار أفكار لاتشبه نفسه ولا اهتماماته لكن هذا ما وجدوا عليه آبائهم فلا يستطيع التخلي ولا التجلي .
بينما المرأة حتى وإن كانت مختلفة وبارعة ستظل قابعة تحت هيمنة الفكر السائد مُجبرة لا مُخيرة ، وإن حاولت الإختيار فلا تجد أمامها غير وابل من الشتائم والكراهية.

قد يبدو هذا التصريح غير طارىء هذه السنوات الحديثة وتجاوزنا الحديث عنه سلفا
لكن الدافع الصادم إنني سمعت بالأمس رجلًا غريبًا يقول بأن المرأة مجرد ” تابع” للرجل ، آدم هو الأول والتمكين المتاح لَكُنّ أتى من رجل لأن الحياة قائمة على الرجال، هذه العبارات لم تعد تتردد حتى في المحيط ولا بأي مكان في مواقع التواصل، شعرت بالخيبة والإمتعاض فعلاً لأن من الممكن أن يكون هناك الكثير من هذا الفكر لازال متعشعش في عقول بعضهم حتى وإن كانت الحياة والقانون فُرض عليه بعدم التطاول
هل نأخذ بأيديهم إلى عالم ٢٠٢٥ ؟ أم نتركهم لصفاقة الوجود !
ردي الابدي لمثل هذه المهاترات والمغالطات المنطقية
( الحياة يُديرها الرجال ، والنساء يُدرن الرجال ) …
‏والمرأة ليست تابع بل هي العقل المدبر خلف كل رجل
حان الوقت للإعتراف مرة أخرى بهشاشة هذا الفكر الذي لا يمت للحقيقة، النساء لايبحثن عن السيطرة والهيمنة بل عن التكامل والإحترام .
وهذا يعود لأصل الخلق ومنشأ التاريخ في علاقتنا التكاملية مع بعضنا و أن لاحياة للآخر بدون الآخر .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى