المقالات

“لو أطعمته لوجدت ذلك عندي”… رسالة ربانية للعطاء في رمضان

يحل علينا شهر رمضان المبارك حاملاً معه نسمات الرحمة والتراحم فهو ليس مجرد موسم للصيام والعبادة بل هو فرصة عظيمة لتعزيز قيم التكافل الاجتماعي ومساعدة المحتاجين امتثالاً لقول النبي ﷺ في الحديث القدسي:
“يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمني، قال: يارب وكيف أُطعمك وأنت رب العالمين؟! قال: أما علمتَ أنَّه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه؟ أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي؟”

يعتبر شهر رمضان فرصة استثنائية لتعزيز روح العطاء حيث يتسابق المسلمون لإطعام الطعام وسقي العطشى إدراكاً منهم أن كل لقمة تقدم لمحتاج وكل شربة ماء تروى بها عطش فقير هي طريق لنيل رضا الله ومغفرته. فالطعام الذي يقدم للصائمين والمساكين هو من أسمى صور الخير التي حض عليها الإسلام.

حث النبي ﷺ في أحاديث كثيرة على إطعام الطعام معتبراً إياه مفتاحاً لدخول الجنة كما جاء في قوله: “أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام” فإطعام الطعام ليس مجرد صدقة بل هو صورة من صور الرحمة والتراحم التي تجسد أخلاق المسلم الحقيقية.

وفي رمضان تزداد الحاجة لتوفير وجبات الإفطار والسحور للفقراء والمحتاجين سواء من خلال موائد الرحمن التي تقام في المساجد والشوارع أو عبر توصيل الوجبات إلى البيوت المتعففة.

الماء فهو أساس الحياة وقد جعل الله سقيا الماء من أعظم الصدقات حيث قال النبي ﷺ: “أفضل الصدقة سقي الماء”. فكم من فقير أو صائم يتوق إلى شربة ماء في أيام الصيام الحارة وكم من آبار يمكن أن تحفر في المناطق التي تعاني من نقص المياه لتكون صدقة جارية لا ينقطع أجرها.

في هذا الشهر الكريم ينبغي لكل قادر أن يشارك في هذه الأعمال النبيلة سواء من خلال المساهمة في الجمعيات الخيرية أو إعداد وجبات إفطار للصائمين أو توزيع التمور والماء في المساجد والطرقات أو حتى تقديم يد العون للجيران المحتاجين.

رمضان هو مدرسة للتراحم والتكافل وما يزرعه الإنسان فيه من خير يجده عند الله كما جاء في الحديث القدسي: “أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي؟” فلنغتنم هذه الأيام المباركة ونجعل منها موسماً للخير فالمحتاجون ينتظرون والله يجزي من يعطي أضعافاً مضاعفة.

• عضو هيئة تدريس – جامعة المؤسس

أ.د. عصام بن إبراهيم أزهر

رئيس وحدة الكائنات المعدية مركز الملك فهد للبحوث الطبية جامعة الملك عبد العزيز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى