المقالات

السعودية.. أرض السلام من صلح الحديبية إلى قمة الدرعية

لم يكن يوم التأسيس يومًا عاديًا في تاريخ الأمة الإسلامية، التي عانت من خزعبلات الجهل وظلام الشرك، الذي بدأ من جوار الكعبة المشرفة، مع أبي جهل ورفاقه أعداء الإسلام، حتى قيَّض الله – عز وجل – لهذه الأمة الرسول ﷺ، محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب، الهادي البشير والسراج المنير، الذي أخذ على عاتقه تطهير مكة المكرمة من الشرك، وعمل على ذلك بالمفاوضات التي كان الكفار آنذاك ينقضونها. ومع ذلك، لم ييأس النبي ﷺ من مواصلة العمل وتحقيق الأمل، وفق رؤية واضحة خطط لها ونفذها بالإقناع تارة، وبالمفاوضات تارة أخرى، رغم قوة الأعداء وضعف حال المسلمين، والمؤامرات التي كانت تُحاك ضدهم. ولكن الإرادة القوية والرؤية العظيمة مكَّنت النبي ﷺ من فتح مكة، بعد عدد من المفاوضات التي ساهمت في تحقيق هذا الفتح العظيم، ومن أبرزها صلح الحديبية.

لم تكن مفاوضات النبي ﷺ مع قريش مجرد محاولات لحل النزاعات، بل كانت خطوات استراتيجية أدت إلى فتح مكة وإقامة الدولة الإسلامية في الجزيرة العربية، والتي لعبت دورًا كبيرًا في صياغة الأحداث السياسية والعسكرية.

في السنة الثامنة للهجرة، تحققت الرؤية، وأصبح المسلمون يؤدون الطواف حول البيت العتيق بأمنٍ وأمان، بعد أن كانوا محرومين منه وهم يرونه رأي العين.

المتأمل في رؤية المملكة 2030 يجد أن برامجها انطلقت من جوار الكعبة المشرفة، من خلال برنامج خدمة ضيوف الرحمن، الذي يهدف إلى زيادة أعداد الحجاج والمعتمرين، علاوة على فتح باب الزيارة، لتمكين أكبر عدد من المسلمين في التاريخ من زيارة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة. ومن خلال الأرقام والإحصائيات وحديث المستفيدين، حققت رؤية المملكة آمال وطموحات الكثير من المسلمين، بعد التسهيلات التي عملت عليها، حيث أصبح الزائر يحصل على التأشيرة في دقائق معدودة.

من هنا، نلمس أن أمن السعودية هو أمن للعالم أجمع، فقد حملت أسرة آل سعود مشعل النور، وبددت الخوف، وأرست الأمن، ونشرت التوحيد، وأصبح المسلمون يتنعمون بالأمن والأمان، وفق رؤية النبي ﷺ، وتمكين الملك سلمان، اللذين قدَّما لضيوف الرحمن خدمات نوعية مكَّنتهم من الوصول إلى الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، وأداء الشعائر والزيارة بيسر وسهولة، في رحلة إيمانية شعارها “بسلام آمنين”.

إذا استشعرنا اليوم نعمة الأمن والأمان، فلا بد أن تعود بنا الذاكرة إلى أكثر من ٣٠٠ عام، لنتذكر فيها الإمام محمد بن سعود ورجاله الأبطال، والملاحم البطولية التي قادها رجال الدولة السعودية الأولى والثانية، ثم الثالثة، التي نتفيأ ظلالها اليوم، ونقطف ثمار ما قدموه من تضحيات.

تشرفت هذا العام بزيارة الدرعية مع وفد إعلامي من الأشقاء العرب والإعلام الدولي، الذين كانوا ضمن ضيوف المنتدى السعودي للإعلام. وشاهدنا المواقع الأثرية، التي كانت شاهدة على حقبة زمنية تُعد الأهم في انعكاسها على تاريخ البشرية اليوم، خاصة عندما نرى المكانة الدولية للمملكة، وقد أصبحت أرض القمم والسلام والخير، حيث تُعقد فيها القمم العالمية لإرساء قواعد السلام ونزع الخلافات.

لقد كسبت المملكة ثقة قادة وزعماء ورؤساء وملوك الدول. وما اختيار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين أرض المملكة لعقد القمة المرتقبة بينهما، إلا تأكيدٌ على أن السعودية مصدر أمنٍ وأمانٍ للعالم أجمع، منذ صلح الحديبية حتى قمة الدرعية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى