الثقافيةحوارات خاصة

إبراهيم الزهراني.. من الصحافة الورقية إلى التوثيق الثقافي.. رحلة إبداع وبحث مستمر

يُعد الكاتب والإعلامي إبراهيم الكناني الزهراني أحد الأسماء البارزة في المشهد الصحفي السعودي، حيث انطلقت مسيرته في عالم الصحافة منذ سنوات طويلة، متنقلًا بين الصحف الورقية والمنصات الرقمية، ليترك بصمته الواضحة في مجالات التحقيقات الصحفية، الصحافة الأدبية، والبحث في الموروث الثقافي والتاريخي لمنطقة الباحة.

بدأ الزهراني رحلته مع الكتابة منذ مرحلة الثانوية، حيث كان يرسل مقالاته إلى الصحف الورقية مثل الندوة وعكاظ، ثم احترف العمل الصحفي رسميًا مع جريدة الرياض عام 1418هـ، ليواصل بعدها مسيرةً حافلةً بالإبداع والإنجازات الصحفية، حيث كتب ما يزيد عن ٨٠ تحقيقًا وبحثًا في التراث والموروث الشعبي، إلى جانب اكتشافه نحو ٦٠ موقعًا أثريًا جديدًا، ونشر العديد من أبحاثه في كتابه الأخير “الثراء الثقافي والأنثروبولوجي في منطقة الباحة”، الذي حاز من خلاله على جائزة الحسام للتميز والإبداع.

الأمير حسام لن سعود يرعى أمسية الباحة الثقافية

وفي هذا الحوار، نستعرض رحلة إبراهيم الزهراني مع الصحافة والكتابة، ونناقش أبرز التحديات التي واجهها، وتأثير الصحافة الورقية في تجربته، بالإضافة إلى رأيه حول المشهد الإعلامي اليوم، وسط التحولات الرقمية وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي، والتحديات التي تواجه الصحفيين الشباب في الحفاظ على المصداقية والموضوعية.

كيف تعرّف نفسك للقراء؟

إسمي إبراهيم الكناني الزهراني من قرية كنانية تاريخية  تسمى دار الفهيرة، وتسمى النصباء لانتصابها على قمة جبل مرتفع بمحافظة المندق ، نشأت في بيئة زراعية، ورعوية كما هو الحال في القرى والأرياف.

والحقيقة أنني لم أجد لنفسي تعريفاً واضحاً، ومحدداً ففي كل مرحلة من حياتي أنا شخص آخر مختلف، وبالتالي يصعب على الإنسان تعريف هويته في نمط واحد.

متى كانت أول مرة شعرت فيها بشغف الكتابة؟ وكيف كانت بدايتك في المجال الصحفي؟

كنت كاتباً هاوياً قبل التحاقي بالصحافة والإعلام، فأنا مولوداً في مكتبة كبيرة متوارثة منذ الاجداد. كنت ارسل مقالاتي للصحف الورقية من خلال صندوق البريد الخاص بالصحيفة مثل صحيفة البلاد ،وعكاظ منذ عام ١٤.٩هـ في نهاية مرحلة الدراسة الثانوية ، وأجد متعةً وكانت تغمرني السعادة، والشعور بالنجاح حين أرى أن إسمي مدرجاً تحت المقال.

اما بدايتي الصحفية بشكل رسمي كانت منذ عام ١٤١٨هـ  في جريدة الرياض

• ما أبرز التحديات التي واجهتك في مسيرتك الصحفية؟ وكيف تغلبت عليها؟

هناك الكثير من المواقف الصعبة ولكني تدربت من خلال خبراء في صحيفة “الرياض”العملاقة وتم صقل الموهبة وسوف أذكر لك المواقف الصعبة قبل ان نختتم هذا اللقاء.

كيف ترى تطور أسلوبك الصحفي والكتابي منذ بدايتك حتى الآن؟

كما ذكرت لك أستاذ عبدالله فمنذ أن كنت في المرحلة الثانوية وانا اكتب مشاركات في الصحف حتى انطلقت متعاوناً مع صحيفة الرياض ثم تدرجت كاتباً في العديد من الصحف والمجلات، وكتبت نحو ٨٠ تحقيقاً وبحثاً في الموروث الشعبي في منطقة الباحة ، وحققت نحو ٦٠موقعاً أثرياً جديداً خلافاً للنقوش الاثرية ومنها الثمودية ، وقلم المسند ، وخط الجزم في مراحله الانتقالية والخطوط الحجازية المكية الاولى منذ بداية البعثة النبوية الطاهرة خلافاً للرسوم في اسقف كهوف الشدوين شدا الاعلى والأسفل في تهامة الباحة، نشرت العديد منها في آخر مؤلفاتي، وهو كتاب: “الثراء الثقافي، والأنثروبولجي” في منطقة الباحة. الذي أصدره النادي الأدبي بالمنطقة، ومن خلال ذلك الكتاب حصلت على جائزة الحسام للتميز والإبداع ،في مرحلتها الأولى.

• هل كان هناك شخص أو حدث معين أثر في توجهك الصحفي؟

كنا نقرأ مغامرات الصحفيين مثل الأستاذ عبده خال في سلسلة الصحفي المتسول في صحيفة عكاظ عندما كان يتقمص شخصية إنسان متسول ويرصد عواطف الناس كل يوم ياتي بمشهد مختلف !.

كانت الصحف الورقية وما تناله من اهتمام وصدى لدى المسؤلين فكانت الصحيفة لها سلطة قوية وتعد كالمصباح الذي يكشف أسراراً في دهاليز معتمة قد لا يراها غير الصحفي الحذق الهاوي فيسلط ضوءه على الخلل الإداري أو المجتمعي ،فيلاقي تفاعلاً كبيراً من الجهات العليا في الدولة. ولذلك وجدت في نفسي شغفاً للكتابة ربما بدايتها كانت من منطلق إثبات الذات وحب الظهور ، لكنها تحولت إلى هواية للتحقيقات الإنسانية، والأثرية، والموروثات الشعبية، والوطنية فيما بعد.

• ماهو أبرز تحول لك في مسيرتك الإعلامية؟

ابرز التحولات جمع التحقيقات التي كتبتها ميدانياً ، وإبرازها في مؤلفات بعد التغذية الراجعة التي تضيف وتنقح الأفكار .

ما هي أكثر المواقف الصحفية التي لا تزال عالقة في ذاكرتك؟ سواء كانت إيجابية أو سلبية. أذكر (٣) منها.

هناك الكثير من المواقف الصعبة ولكني تدربت من خلال خبراء صحيفة في “الرياض” وتم صقل الموهبة وسوف اذكر لك المواقف الصعبة في النهاية.

تعلمت أن لا اكتب انتقاداً إلا وبيدي أدلة دامغة، ولو كتبت في محرك قوقل( المحارب ينفي، و”الـرياض” تؤكد بالكلمة والصورة، لأني كنت محتاطاً على خلفية مقال قديم يظهر خللاً كبيراً لدى أحد المعاهد العلمية المتشددة آنذاك.

ومن المواقف ايضاً أنني كتبت في صحيفة الرياض خبراً بعنوان:: (اهالي المندق يطالبون بالسماح لبناتهم بقيادة السيارة) وهذا عام ٢٠١١م وعلق أ.عبده خال في صحيفة “عكاظ” بعنوان: (النساء ،والسيارات،والمندق) وعلق مؤيداً على ما كتبته في صحيفة الرياض  فتلقيت الشتائم والشكاوي ،واهدر دمي في بعض المنتديات ، وانهالت عبارات التكذيب من بعض المتطرفين الذين تعدلت امورهم فيما بعد فاصبحوا أسوياء مع الرؤية الطموحة وقاموا بشراء سيارات لبناتهم ونسائهم فوجدوا أنها اجدى واشرف لهم من الخلوة مع سائق أجنبي !

اما المواقف الإيجابية فلا تحصى ومن أبرزها موقف إنساني، وهو تحقيق كتبته وأنا ابكي لخمسة أيتام اطفال تعرض والدهم لحادث دهس وتوفي وهو يراجع في الضمان ، وتلقت والدتهم الخبر ، وفقدت عقلها، وانهدم منزلهم المتهالك فوجدتهم في العراء بلا اقرباء، وتجاوب مسؤولين في الدولة حفظهم الله، وتم تسليمهم منزلاً جديداً وأرض وراتب شهري بواقع خمسة الاف وسيارة وسائق، وعلاج والدتهم. واثر في نفسي تجاوب المجتمع السعودي وفتح حساب للأيتام يشرف عليه القضاة، ومدير الشؤون الإسلامية في منطقة الباحة حيث انهالت عليهم التبرعات وبلغت ٢٤٠ الفاً في اسبوع واحد ولله الحمد.

كيف تقيّم المشهد الصحفي اليوم؟ وهل ترى أنه يسير في الاتجاه الصحيح؟

المشهد الإعلامي اليوم حرية مسؤلة فوزارة الثقافة تتابع بلا شك من خلال الإشراف العام على الإعلام الداخلي ،ولم يعد للصحف الورقية مكان ، فأصبحت الصحف الإليكترونية تتصدر المشهد بكل قوة،كونها مرخصة وقانونية.

في ظل انتشار الأخبار السريعة ووسائل التواصل الاجتماعي، كيف يمكن للصحفي أن يحافظ على مصداقيته؟

نحن أمام سيل جارف كشلال نياجرا المتدفق بقوة ،ولا نستطيع أن نسبح عكس ذلك التيار المتدفق.

ولكن المحاسبة قوية والنواحي الأمنية سجلت مواقفاً مشرفة ومثلجة للصدر كما نشاهد إلقاء القبض بين فترة والأخرى على بعض المدلس ممن يظهرون في السوشل ميديا بالأكاذيب او للتشهير بالآخرين،او حتى تصوير الاشخاص بغير علمهم،والظهور المخالف للأخلاق هناك قوانين صارمة قوية لردع كل من يخالف الأنظمة

بينما الصحف الإلكترونية تختلف فهي وسائل إعلام مرخصة ،وتمثل لسان الدولة سياسياً واقتصادياً ، واجتماعياً، ولا شك أن ما وراء الصحف هم كوادر مؤهلة وذوي خبرة امثالكم.

هل خضت تجربة أو تحقيقًا صحفيًا كنت تعتبره مغامرة أو تحديًا كبيرًا؟

نعم الكثير مما لا يتسع المجال لحصرها.

ما النصيحة التي تقدمها للجيل الجديد من الصحفيين والكتّاب الشباب؟

اخذ الحيطة في القرائن قبل الكتابة،وأخذ المعلومات من مصادرها المباشرة مع التوثيق بالكلمة والصورة، والابتعاد عن الديباجات الأدبية في السرد الخبري ،واستغلال تلك المساحات الإعلامية لأنها ستخدم الكاتب مستقبلاً كحفظ لحقوقه ومرجعية مؤرشفة مستدامة.

• ما هي طموحاتك المستقبلية في المجال الصحفي؟ وهل لديك مشاريع أو كتب تعمل عليها حاليًا؟

اعمل حالياً نائباً لرئيس مجلس إدارة جمعية حفظ التراث والعناية بالموروث في منطقة الباحة، وهي تعمل تحت مظلة المكتب الاستراتيجي لتطوير المنطقة الذي يشرف عليه صاحب السمو الملكي الأمير الدكتورحسام بن سعود بن عبدالعزيز – حفظه الله.

لديك ثلاثة وردات لمن تهديها في الوسط الإعلامي؟ ولماذا…؟

الوردة الاولى للدكتور عبدالمحسن الداود نائب رئيس تحرير صحيفة الرياض، والثانية للمشرف على ثقافة اليوم الأستاذ عبدالله الحسني. والثالثة اهديها لكم ولصحيفة مكة الإلكترونية الرائعة.

كلمة في نهاية هذا اللقاء..

من خلال تعاملي مع مكة الإلكترونية لمست الحرص الكبير على الشفافية والمصداقية، وكل ما يخدم الوطن، وقياداته الحكيمة، وذكرني رئيس تحرير صحفية مكة الإلكترونية، بالأستاذ تركي بن عبدالله السديري رئيس تحرير صحيفة الرياض -رحمه الله- فيما يتعلق بالنشاط والحيوية في العمل الصحفي والشغف وتعزيز مفهوم الانتماء للوطن والحرص الكبير على المصداقية. وشكراً

الزهراني يفوز بجائزة الحسام للتميز والإبداع

عبدالله الزهراني

حساب تويتر https://twitter.com/aa1hz

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى