مرّت بنا الأيام، وتربينا أن نستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، فهو العدو الأول لنا، و لكن هل تساءلنا من هو أقوى عدو ممكن أن يكون قريباً جداً لنا؟
للأسف إنها أنفسنا إن لم نزكيها، كم مرة أستعذنا بالله من شر أنفسنا وسيئات أعمالنا؟ فهل لاحظنا كيف نتعامل مع ذواتنا؟ هل حددنا مدمرات ذواتنا؟ بل هل سألنا أنفسنا، كيف نهدم ونحن نريد البناء؟! فكيف نظلم ونحن نريد الرحمة؟!
نجاهد لنشر الخير بين الناس، فهل جاهدنا لنشر الخير بين جنبات أنفسنا؟
هل مازلنا ننتظر الساقي من البشر لكي يروينا؟ و هنا أقول: إطمئن فلن يأتيك، و لن ترتوي الإرتواء التام إلا من علاقتك برب البشر..
هناك قاعدة بعدة خطوات، ستنجيك و ستسعد بها نفسك و من حولك:
ثق بالله، و احرص على ماينفعك، و استعن بالله، و لا تعجز، إستمر في حياتك و أنت موقن أنك خلقت مكرّماً ومُكرما،فلا تسمح لوساوس الشيطان أن تعيقك أو تهينك، و لا لبشر أن يبتزونك و يستغلون عاطفتك..ولا تدع القلق أو الخوف على مستقبلك يهيمن على تفكيرك، فأنت خلقت مُكرماً، و الله الكريم سيكرمك برزقك لامحالة و ما هو خير لك..
عامل نفسك كبشر لا ملاك، وتقبل الخطأ و لا تعتبره فشلاً، بل خطوة اكتشاف و تمحيص..
جدد حياتك بتجديد نيتك، وتوثيق عرى الإيمان بالله في قلبك..
كن قائداً لنفسك بإيمانك بالله و لا تجعلها تقودك، فالنفس أمارة بالسوء..
صحتك مرتبطة بمشاعرك، و مشاعرك مرتبطة بأفكارك، فإن أردت السعادة فأختر الأقرب لك و الأقدر على تغييره..
حدد المدمرات و المعوقات لذاتك، سواءً كانت نظرتك لنفسك و رسائلك لها، أو سلوكيات تقوم بها، و تعمّق في الأسباب، فإن عولج المنشأ تلاشت الأعراض..
لن نعيش إلا مرة واحدة في هذه الدنيا، وعمرنا الحقيقي، ما بنيناه لدارنا الباقية، فلنفكر كيف نبنيه بذكاء وسعادة، و لا ننسى أننا في البناء، نحتاج لمن يعيننا بعد الله من البشر،
فلنتخيّر من يبني معنا، فحياتنا جميلة بمن معنا من المجتمع..
• كاتبة ومستشارة أسرية وتربوية
• باحثة في أسماء الله الحسنى
مقالة رائعة جداً و كأني اقرأ كتاب


ماشاءالله تبارك الله ، الاسلوب جداً جميل وممتع