المقالات

مالكم إلا الشلهوب ولن تندموا

همس الحقيقة

حينما تمت إقالة أو استقالة المدرب خيسوس قبل عدة سنوات، أكدتُ في برنامج الحصاد الرياضي، الذي كان يُعرض عبر قناة 24 الرياضية قبل إغلاقها، أن الهلاليين سيندمون على هذا القرار، وأنه حتمًا سيعود لتدريب الهلال. قلتها بكل ثقة، بناءً على قناعة راسخة بإمكانات هذا المدرب وقدراته، بعدما قدّم للهلال موسمًا خياليًا على مستوى النتائج الإيجابية التي حققها في زمن قياسي.

لكن بعدما ساءت نتائج الفريق الهلالي هذا الموسم، بدأت تتغير لغة معظم الإعلاميين المهتمين بالشأن الهلالي، لتتحول آراؤهم إلى انتقادات لاذعة وساخطة على خيسوس، المدرب الذي حقق في الموسم الماضي نجاحات خرافية أذهلت الجميع، وقدم مستويات فنية رائعة صنعتها عقليته التدريبية. الهلال حقق تحت قيادته انتصارات متتالية وفارقًا كبيرًا جدًا من النقاط في دوري روشن، مما جعله ينفرد بالصدارة بلا منافس، سواء من أندية الصندوق أو من خارجه، في حالة غير مسبوقة انتهت بتتويجه باللقب.

لا ملامة على إعلام وجماهير الهلال اليوم وهم يعبرون عن سخطهم على خيسوس، رغم أنهم في الموسم المنصرم كانوا يمجدونه ويرفعونه إلى السماء، غير مدركين أن نجاحه جاء بفضل الأدوات ووسائل الدعم التي توفرت له ولم تتوفر لغيره. هذا ما جعله يظهر بتلك القوة الجبارة، مما خلق فوارق واضحة بينه وبين الفرق الأخرى، كالمسافة بين الأرض والسماء، وهي فوارق لا ينكرها إلا جاهل.

ذلك الجهل أدى بهم إلى الغرق في أعماق الغرور والكبرياء، وها هم اليوم يدفعون ثمنه عبر صدمة حقيقية.كانوا ينكرونها، وحالة التعالي التي كانت تتصاعد شيئًا فشيئًا. لكن، وبعد إخفاقات قليلة، بدأ ذلك الغرور ينهار بشكل مخجل، وظهرت اعترافات حزينة مرهفة الحس، تعترف بالأخطاء التحكيمية والقرارات التي أثرت بشكل كبير على نتائج المباريات.

جميل هذا الإحساس المرهف! ضمائر تستيقظ من سبات السنين، تشكو اليوم من قلة الدعم، وهي شكوى ليست جديدة، وستتكرر من خلال أصوات وحملات إعلامية مركزة، تدعي أن الهلال لا يملك أسماءً كبيرة على دكة الاحتياط، وأنه مقبل على المشاركة في كأس العالم للأندية، مما يستوجب توفير دعم كبير له، حتى لو كان ذلك على حساب عدالة المنافسة مع بقية الأندية في الموسم المقبل.

بعيدًا عن لغة التعالي، وبعد أن كشف الإعلام الهلالي عن حقيقته، وأصبحت أعصابه تنهار، أجدني اليوم مقدمًا نصيحة لإدارة الهلال:
لا تترددوا في إقالة خيسوس وتعيين الكابتن محمد الشلهوب بديلًا له. أُوقن أنه سينجح نجاحًا باهرًا، ولا أُبالغ إذا قلت إن الهلال لن يحتاج إلى مدرب في بطولة كأس العالم للأندية، حيث سيتم الاعتماد عليه.

قرار، صدقوني، لن تندموا عليه. وأضم صوتي بقوة لصوت الزميل خلف ملفي: “مالها إلا الشلهوب!”

عدنان جستنية

كاتب وناقد صحافي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى