المقالات

سمبوسة رمضان وغياب الطلاب ؟!

بتُ على يقين تام بأن هناك علاقة عكسية بين حضور السمبوسة على موائد الإفطار في شهر رمضان المبارك وحضور الطلاب والطالبات إلى مقاعد الدراسة في نهار رمضان وقد تأكدت لي هذه العلاقة العكسية مع بداية الفصل الدراسي الثالث لهذا العام والذي انطلق في ثاني أيام هذا الشهر الكريم فما أن حضرت السمبوسة على الموائد في كافة المدن والقرى حتى غاب الطلاب والطالبات عن مدارسهم في خلل اجتماعي وتربوي واضح توقفت بسببه العملية التعليمية في معظم المدارس إن لم تكن كلها وفي ظاهرة غير مبررة تعد من أهم التحديات التي تواجه إدارات المدارس في وقتنا الحاضر وذلك لما لها من تأثيرات سلبية على سير الحصص الدراسية،والتحصيل الدراسي للطلاب والطالبات .

ويتجدد الجدل سنوياً مع انطلاقة كل عام دراسي حول ظاهرة غياب الطلاب والطالبات عن الدوام المدرسي قبل العطل والإجازات الرسمية ونهاية كل أسبوع خاصة يوم الخميس الذي بات يُطلق عليه لقب الونيس ، ويزيد هذا الجدل حول هذه الظاهرة عند حلول شهر رمضان المبارك حيث تشهد المدارس ارتفاعًا كبيراً في معدلات الغياب بين الطلاب والطالبات والذي يصل في بعض أيامه إلى نسبة ١٠٠ ٪؜ فبات هذا الغياب يشكل مصدر قلق للمسؤولين عن القطاع التعليمي، نظراً لتأثيره السلبي على المستوى العلمي للطلاب واستمرارية العملية التعليمية لا سيما في ظل وجود تنسيق مشترك بين طلاب وطالبات المدارس وبعض الأمهات من خلال قروبات على السوشال ميديا خاصة قروبات الوتساب والاتفاق على الغياب الجماعي من خلالها !

وعليه فإن التغاضي عن غياب الطلبة وفرضهم الإجازة الإجبارية، أمر ينبغي ألا يسكت عليه ويحب أن تضع المدارس والأسر حداً لهذه الظاهرة، خاصة وأن الطلبة أصبحوا لا يدركون أثر هذا الغياب في تحصيلهم العلمي، وباتوا يستغلون كثرة الإجازات خلال السنة الدراسية للتغيب قبلها وبعدها وسط تهيئة ومباركة أسرية في بعض الأحيان ، متناسين أن كثرة أيام الغياب قد تفقد فلذات أكبادهم حماسهم للدراسة واحترامهم للأنظمة والقوانين كما ينبغي على المعنيين بالتربية والتعليم، البحث عن وسائل تربوية وأنظمة فاعلة وصارمة تكفل القضاء على هذه الظاهرة والتخلص منها والسعي الحثيث إلى حلها بطرق ناجعة وحازمة .

وختام القول فإن ثقافة الالتزام الدراسي يجب أن توضع على سلم أولويات الآباء والأمهات فهم مسؤولون في المقام الأول عن التزام أبنائهم وحضورهم إلى المدرسة بشكل يومي من خلال تهيئة البيئة المناسبة لهم وتنظيم أوقاتهم ومساعدتهم لتخطي مشكلة تغير الأوقات الدراسية خاصة في شهر رمضان، وذلك برفض سهرهم طوال الليل وتأجيل الزيارات العائلية إلى الإجازات الأسبوعية. ثم يأتي بعد ذلك دور المدرسة بالتوعية والترغيب وجعل المدرسة بيئة جاذبة للطالب ترغبه في الحضور إليها والعمل على إيجاد حلول توازن بين احتياجات الطلاب الاجتماعية والدراسية والدينية من أجل تثقيف جيل واعٍ يحافظ على عبادته؛ لكنه في نفس الوقت لا ينتقص من دراسته ومن تعليمه وثقافته التي ينهلها من معلميه أثناء يومه الدراسي.

وخزة قلم :
هشاشة النظام أسوأ وأخطر بكثير من هشاشة العظام !

عبدالرحمن العامري

تربوي - كاتب صحفي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى