المقالات

الدراسة في رمضان بين رؤية الغياب ومرصد الوزارة

قبل خروج المُرَاقبين لرؤية هلال شهر رمضان المبارك في كل عام، يترقب المعلمون والمعلمات والطلاب والطالبات خبرًا عن تأجيل الدراسة في رمضان. ولكن مرصد وزارة التعليم لا يرى إلا قرار تثبيت موعد الدراسة مهما كانت صعوبة الأجواء، ورغم الغيوم التي تغطي سماء المدارس.

في كل عام، يتجدد الحديث عن الدراسة في رمضان، ويتهم الطلاب والطالبات بالتقاعس، وأولياء الأمور بالتقصير. ولأن صديقك من صدَقك وليس من صدّقك، أقول: لماذا لا تعيد وزارة التعليم النظر في هذا القرار، لا سيما وأن نسب الغياب عالية جدًا، والتذمر منتشر بين معظم المشاركين في العملية التعليمية؟!

من وجهة نظري الخاصة، أرى أن مشكلة الغياب تكمن في التوقيت المحدد الساعة الـ (9) صباحًا، وليس في الدراسة في رمضان. ولو دققنا النظر، لوجدنا أن الغياب المتزايد أصبح ظاهرة بعد إقرار الفصول الثلاثة، وما صاحبها من إجازات مبعثرة وغير مقنعة للطلاب ولا لأولياء الأمور، ومن هنا جاء الغياب شبه الجماعي.

الجميع يعلم أن الناس يسهرون حتى وقت السحور، ثم يصلون الفجر، والوقت بعد الصلاة حتى موعد الدراسة قصير جدًا، مما لا يسمح للطلاب بالحصول على قسط كافٍ من النوم والراحة. ولهذا، عندما كنا نذهب إلى المدرسة في رمضان قبل 30 عامًا، كنا نتواجد في الفصل بأجسادٍ بلا روح ولا عقل، وكثيرٌ من الطلاب يتوسدون الطاولات. وهذه حقيقة لا ينبغي إنكارها، حتى لا نقع في فخ المقارنة غير المنصفة بين الأجيال.

ختامًا
أتمنى من وزارة التعليم أن تتعايش مع الواقع، وألا تُصِرّ على قرار غير مناسب. فمن الممكن إعادة النظر في موعد الدراسة، ولو تم تأخيرها إلى الساعة (12) ظهرًا أو تحويلها عن بعد.
في الأسبوع الأول من رمضان، تم تعليق الدراسة في عدة مناطق ومدن، وتحويلها عن بُعد عبر منصة “مدرستي”. وعلى وزارة التعليم أن تستشرف المستقبل، خاصة أن رمضان في المواسم القادمة سيشهد أمطارًا غزيرة في معظم المناطق، مما سيؤدي إلى تعليق الدراسة مجددًا كما هو معتاد. ولكن يبقى السؤال المطروح: هل الوزارة مقتنعة فعليًا بفعالية التعليم عن بُعد؟
في كل الأحوال أوصي أبنائي وبناتي الطلاب بالجد والاجتهاد والالتزام بالنظام، فقد قال الشاعر أحمد شوقي:
“ومن طلب العلا سهر الليالي”

لكن عليكم اليوم أن تسهروا في نهار رمضان لتحسين النواتج التعليمية، وتحسين كشوفات الغياب أمام المسؤولين، فساعة أحمد شوقي البيولوجية تختلف عن ساعتكم اليوم. وأخيرًا أقول: لو تم رفع بيانات الغياب الحقيقية لمقام الوزارة، لتم ضبط الساعة بشكل صحيح، ولتبرَّأ أولياء الأمور من تهمة التقصير في الحضور.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. كل القطاعات التي تقدم الخدمات تسعى للتوافق توقيتاً ومدةً زمنية وموقع …الخ… مع من تقدم الخدمة لهم لكن بعض الجهات تتعامل بتعالي وترى أن لها الفضل ويجب على من يتلقون الخدمة القبول والطاعة العمياء بدون نقاش وحتى لو كانت النتائج من وراء قرارات هذه الجهة سلبية وغير مناسبة لمن يتلقون الخدمة.
    المشكلة انك تجد أن جهات التعليم تحاضر على المجتمع بتهيئة الظروف المناسبة للأبناء حتى تكون نتائج تعليمهم مميزة ولكن أن هذه الجهات لا تطبق هذه المحاضرات على نفسها بتحري الاوقات المناسبة التي يتقبل ويقبل الأبناء فيها على التعليم ويقبلون فيها على التعليم بنفوس مرتاحة ودون ضغوط…
    نسأل الله أن يوفق مسؤولي التعليم للتعامل بالمروتة الكافية مع الضروف والمناسبات والتعايش مع المجتمع كجزء منه وليس بطبقية الاعلى والادنى… وسلامتكم

  2. أوجزت ونثرت بين ثنايا مقالك الحقيقة المكشوفة للجميع الغائبة في كشوف تقارير الزائرين للميدان
    التي كثيرا منها تحاول تجميل الصورة واظهار الإيجابيات حتى وان كانت معدومة وإخفاء السلبيات وان كانت ظاهرة
    ظاهرة وجلية .!
    لا شك ان غياب الطلاب الجماعي امر مرفوض ولكن الحلول مفقوده
    وهذا ينعكس على عملية التعليم بشكل عام وعلى عائد التحصيل الدراسي للطلاب ..
    كلنا امل ان نرى حل جذري لهذة الظاهرة المتفشية في القريب العاجل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى