المقالات

نادي مكة الثقافي الأدبي… متى يخرج عن المألوف؟

في عصر الاتصال الحديث والمتجدد، زادت المعارف والمعلومات، وكثير منها سطحي لا علاقة له بالثقافة العميقة والرصينة ذات الأثر طويل المدى لدى المتلقي. بل نرى مقولات أدبية وثقافية تُنسب لشخصيات وقامات فكرية وثقافية وأدبية، ونتناولها ونجعلها في هواتفنا “حالات الواتساب”. نرى مقولات منسوبة لأدباء مثل غازي القصيبي ونجيب محفوظ، وربما كذلك كلمات وعظية تُنسب لرموز علمية. واليوم نرى الذكاء الاصطناعي ودوره كذلك في إرباك العملية الثقافية والأدبية… إلخ.

هذه التحديات تُكرّس مفاهيم أدبية وثقافية لدى عامة الناس ولدى متوسطي التعليم الذين يتلقون كميات كبيرة من المعلومات والمعارف، مما ينتج ثقافة سطحية هشّة.

ما أود الوصول إليه هو أن بعض الأندية الأدبية والثقافية تعيش في برج عاجي، بعيدة عن أهمية الاتصال الحديث والتواصل الفعّال مع الجمهور، وتبقى ندواتها ومحاضراتها حبيسة أروقة النادي، بحضور باهت يقتصر ربما على المدعوين وموظفي النادي. وهذه حقيقة يراها المهتم بالحراك الثقافي والأدبي. فلو نظرنا إلى قناة النادي على اليوتيوب، على سبيل المثال، لوجدنا عدد المشاهدين يُعدّ على أصابع اليد. يضاف إلى ذلك تكرار العناوين، وحصر الأدب والثقافة في أطر معينة مثل “الشعر، أو الرواية، أو تكريم رموز معينة، أو طباعة مؤلفات تبقى كذلك حبيسة الأدراج”.

ما الحلول الممكنة لخروج نادي مكة الأدبي الثقافي عن المألوف ليصبح ناديًا مألوفًا، وهو المنتمي لأطهر أرض، مكة المكرمة؟ ربما يمكن تلخيص بعض هذه الحلول في:
1. الشراكة مع جامعة أم القرى، بحيث تُقام الندوات والمحاضرات في قاعات الجامعة الكبرى، مثل قاعة الملك عبدالعزيز، قاعة الملك سعود، أو قاعة الأمير فيصل بن فهد، مما يضمن حضورًا من طلاب الجامعة والأكاديميين.
2. عقد شراكة مع إدارة تعليم مكة المكرمة، لإقامة ندوات في قاعة إدارة التعليم أو المدارس النموذجية.
3. التعاون مع إذاعة نداء الإسلام، التي تبث من مكة المكرمة، لنقل الفعاليات والبرامج الثقافية.
4. إقامة الفعاليات في المقاهي كشركاء في الندوات الشعرية أو القصصية، مما يساهم في استقطاب جمهور أوسع.

ربما تكون هذه أفكارًا قابلة للتنفيذ، إذا أراد نادي مكة الثقافي الأدبي الوصول إلى الجمهور وشرائح المجتمع المختلفة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى