عادت سوريا حرة أبية من نظام مستبد غاشم، عادت سوريا حرة أبية من نظام طائفي مقيت قاده الهالك ومن بعده ابنه الهارب، عادت سوريا بعد أن تخلصت من فئة منحرفة ليس لها غاية إلا رؤية الشعب السوري الأبي يعيش في ذل وقهر بلا أي ذنب. عادت سوريا إلى أهلها الصابرون على نظام في واقعه عصابات من الشبيحة الأوباش وليس دولة قانون أو نظام، عادت سوريا من نظام عنصري كاره للإنسان والإنسانية على حد سواء، من نظام دموي يقتل الابن والأخت ومعهما الأب والأم ولا يرحم حتّى الأطفال والشيوخ ! من نظام كل شيء عنده مباح بدءاً بالسرقات، ومروراً بالاتجار بالمخدرات وتعاطيها، واستخدام الرشاوي في المعاملات اليومية، وانتهاءاً بقتل النفس التي حرم الله قتلها، عادت سوريا إلى الحضن العربي الكبير بعد الارتماء سنوات مضت في أحضان دولة الإرهاب والمشانق إيران وكانت أول دولة مُرحبة ومُباركة للقيادة السورية الجديدة المملكة العربية السعودية في العاصمة الرياض بيت العرب الكبير.
ولكن وبطبيعة الحال هذه القيادة السياسية الجديدة لم تروق حتّى الآن للمتبقي من فلول العصابة الأسدية على الرغم من المباركة الشعبية العارمة، وللأسف الشديد لم يكن هناك استجابة كاملة للتعامل الإنساني الراقي من قبل الحكومة السورية تجاه كل المنتمين للنظام البائد من حيث إعطاء الأمان، والتسوية السلمية للعودة مرة أخرى لواقع الحياة الطبيعية، وعلى أثر كمين غادر تسببت فيه بمقتل (15) من جنود الأمن العام في حقيقته ماهو إلا أماني لمطامع بعيدة لم ولن تتحقق بإذن الله لهؤلاء الأوغاد ..! وهذا ما أدى إلى استنفار مباشر من قبل القيادة العسكرية في الجيش السوري؛ لملاحقة الفلول الخارجة عن القانون وهي في الوقت نفسه مدعومة بتأييد شعبي كبير ومن خلال أرتال عسكرية ضخمة تحركت من مدينة حمص وحماة وأدلب وحلب صوب مناطق الساحل السوري؛ لبدء عملية عسكرية شاملة بدءاً من تمشيط واسع في اوتو ستراد M4 تجاه جبلة وهي ماستفسر عنه وبمشيئة الله تعالى من استتباب تام للأمن فيها والقضاء على الفوضى مع بقية مناطق الساحل، والقبض على مرتكبيها وتقديمهم للمحاكمة العادلة في القريب العاجل.
ولم يكن للمملكة العربية السعودية ووفقاً لتقاليدها الراسخة أن تتأخر عن واجبها العربي الدائم بل كانت ومازالت تقوم بدورها الأخوي الصادق تجاه الدول العربية كافة وهنا تحديداً جراء الأحداث الجارية والمؤسفة على الأرض السورية من خلال بيانها الرسمى جاء فيه:” تعرب وزارة الخارجية عن إدانة المملكة العربية السعودية الجرائم التي تقوم بها مجموعات خارجة عن القانون في الجمهورية العربية السورية واستهدافها القوات الأمنية، وتؤكد المملكة وقوفها إلى جانب الحكومة السورية فيما تقوم به من جهود لحفظ الأمن والاستقرار والحفاظ على السلم الأهلي”. نسأل الله تعالى أن يُهيئ للشعب السوري الشقيق كل سبل الأمن والأمان والاستقرار والرخاء، كما نؤكد لكل سوري مخلص بأن وطنكم أُستعيد من نظام مستبد بائد فلا تُفقدوه بسبب فلول وعصابات مارقة لا يجدي معها إلا الرد بالمثل، وتطبيق القانون بحقها. حفظ الله سوريا وشعبها الشقيق من كل سوء ومكروه.