الدراما الرمضانية أصبحت ظاهرة مثيرة للجدل فبدلًا من أن تكون وسيلة لترسيخ القيم النبيلة وتعزيز الهوية باتت منصات لبث العنف والإثارة والسطحية حيث غاب عنها العمق الفكري والمسؤولية الثقافية فتحولت إلى أداة للربح التجاري دون مراعاة لتأثيرها على المجتمع في وقت يحتاج فيه المشاهد العربي إلى محتوى يرقى بفكره وأخلاقه لا إلى أعمال تكرس التفاهة وتطمس الهوية وتصرفه عن قضاياه الجوهرية
إن المسؤولية هنا مشتركة بين صنّاع الدراما والمؤسسات الإعلامية والجمهور فالإنتاج الدرامي يجب أن يراعي القيم والمبادئ ولا يكون مجرد انعكاس لموجات التغريب والتشويه الثقافي كما أن المؤسسات الإعلامية مطالبة بدعم الأعمال الهادفة التي تسهم في بناء وعي حضاري يعكس هوية الأمة وتاريخها أما الجمهور فهو حجر الأساس في هذه المعادلة إذ يجب أن يكون واعيًا بأهمية اختيار المحتوى الذي يشاهده وأن يدعم الإنتاج الذي يحترم فكره وقيمه
إن رمضان شهر التأمل والصفاء الروحي فكيف نلوثه بمحتوى يفتقر إلى المعنى والرسالة لا بد أن تعود الدراما إلى دورها الحقيقي في معالجة قضايا المجتمع بأسلوب راق ومسؤول وأن تكون أداة تثقيف وتوجيه لا وسيلة لتكريس الجهل والانحلال إن الأمة التي أنارت العالم بالعلم والفن الهادف لا ينبغي أن ترضى لنفسها بهذا الانحدار فهل نشهد نهضة فنية تعيد للإعلام العربي قيمته ومكانته أم سنظل أسرى لدراما تكرس التراجع بدل التقدم

0