آراء متعددةالثقافية

المؤرخ عبدالحي الغبيشي: شخصيات مسلسل “الزافر” لم تعكس بواقعية تراث المنطقة

أبدى المؤرخ عبدالحي الغبيشي ملاحظاته حول أداء الشخصيات في مسلسل “الزافر”، الذي يُعرض خلال شهر رمضان 2025، مشيرًا إلى أن بعض أبطال العمل لم يجسدوا تفاصيل الشخصيات بواقعية كافية تعكس طبيعة التراث المحلي. واعتبر أن المسلسل بالغ في إبراز الصراعات والسلبيات على حساب القيم الإيجابية، كما غابت عنه الكثير من العادات والحياة اليومية في القرى قديمًا، إلى جانب افتقاره إلى التدقيق التاريخي واللغوي، فضلًا عن عدم الدقة في الملابس التقليدية وتعابير الوجه.

وانتقد الغبيشي أداء الفنانة مريم الغامدي، التي جسدت شخصية “مزهرة”، المرأة القوية التي تحمي بيتها وزوجها، معتبرًا أن تقدمها في السن أثر على قدرتها على التعبير، خاصة مع التغييرات التي طرأت على ملامحها بسبب الفيلر والبوتوكس، قائلًا: “لاحظت اليوم عجز وجه مريم الغامدي عن التعبير!”.

وأشار إلى أن دورها في المسلسل لم يكن بالمستوى المتوقع، رغم أنها جسدت بعض ملامح الشخصية من حيث الزي، مثل الصمادة، والبشكير، والقلادة الظفارية، إلا أنها لم تستكمل التفاصيل بارتداء “الحوكة”، التي تُعتبر جزءًا أساسيًا من زي المرأة في المنطقة، وهو ما رآه نقطة ضعف في الأداء البصري للشخصية.

وأضاف أن المفارقة تكمن في أن مريم الغامدي نفسها كتبت ما يقارب عشر قصص عن المرأة في منطقة الباحة، مثل “السيل يا مهرة” و**“الدوارة”**، حيث سلطت الضوء على حياة النساء وأدوارهن الاجتماعية، والأعمال التي كن يقمن بها، وكذلك اللهجة المحلية، ورغم ذلك لم تنجح في نقل هذا العمق التراثي في أدائها داخل المسلسل.

وختم الغبيشي ملاحظاته بالإشارة إلى أن هذا التوجه قد يكون مقصودًا من قِبل المخرج، الذي ربما أراد تقديم الشخصية وفق رؤية درامية محددة، وليس بالضرورة وفق المرجعية التاريخية الدقيقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى