أصدقاء السوء يصطادون ضحاياهم الأبرياء بالمكر والحيلة والخديعة وتزييف الحقائق وإختراع الأوهام وإستغلال المناسبات .
ومنها على سبيل المثال ما يروج له المروجون من توفر حبوب تساعد على السهر وتقوي الحفظ وتنشط الذاكرة ويستغلون فترة الإختبارات لبث سمومهم حول المدارس الثانوية والجامعات.
ومع أن إدعائهم باطل و لا أساس له من الصحة إلا أن الشباب المراهقين ولحاجتهم الى الدرجات العالية تُسوِّل لهم أنفسهم أن باستطاعتهم الإستخدام الوقتي والإقلاع فور زوال السبب حسب ما يوضحه لهم المروجون عليهم من الله ما يستحقون .
كذلك الحال في المناسبات الوطنية والأفراح حيث تسعى تلك التنظيمات الهدامة الى استغلال تلك المناسبات للترويج للمخدرات واصطياد السذج بدعوى الترويح على النفس وجلب النشوة والتغلب على الهموم والغموم.
والحقيقة المُرّة أن المخدرات داء فتاك وقاتل وضحاياه بالمئات وغالباً مايؤدي بمستخدمه الى الإدمان حتى لو لم يرغب في ذلك وتدفعه الحاجة للمخدر الى السلب والنهب والسرقة والإعتداء على الآخرين وأحياناً يدفع بصاحبه الى القتل .
ولو إستعرضنا قليلاً تاريخ المخدرات لوجدنا أنها أستخدمت كحرب باردة لتدمير شعوب الدول المناوئة أو المنافسة وعلى سبيل المثال بريطانيا العظمى استعمرت الصين عن طريق ترويج المخدرات وسمحت للصينيين اتباعها بزراعة الأفيون وتصنيعه والاتجار به، بهدف السيطرة على الأمة الصينية وشل قدرات الأفراد وطاقات الأمة وقتل روح المقاومة لدى الشعب ولم تستطع الصين التحرر من ذلك الا بعد أن فرضت عقوبات صارمة على المروجين والمستخدمين وصلت الى حد الإعدام.
وكذلك الحال في بعض دول العالم التي تهدف الى تحقيق مصالحها بمعزلٍ عن مصالح الشعوب وبإنسلاخ تام عن الأعراف الدولية والقيم الإنسانيه.
و هناك علاقةٌ وطيدةٌ بين الإرهاب والمخدرات.. فكلاهما يُسْتخدمان لتدمير المجتمعات،والاقتصاد، ونشر الفوضى،ومن مصادر تمويل التيارات المتطرفة.. والجماعات المنحرفة الاتجار بالمخدرات لهذا فإن الحرب ضد المخدرات، ضرورية للقضاء على الجريمة،وضرورية لحماية أجيالنا الناشئة من استدراجها لأتون الإرهاب
فالغلو والتطرف خلل في التفكير وأنماط السلوك يُنْتِجُ عنه الانحراف الفكري بمظاهره المختلفة.. والمخدرات تُتْلفُ العقول وتُفْسدُ السلوك وتُنْتِجُ لنا دماراً للأفراد وإفساداً للمجتمع. وكلاهما داءان خطيران تسعى الدول للقضاء عليهما.
وقد كشفت هيئة الزكاة والضريبة والجمارك عن تفاصيل مُثيرة لعمليتين كبيرتين لتهريب المخدرات إلى المملكة العربية السعودية حيث تم إحباط محاولات لتهريب كميات هائلة من حبوب الكبتاجون المخدرة، كانت مخبأة بطرق غريبة ومُحترفة!
العملية الأولى: الإنارة التي أخفت الظلام!
في 17 يناير، أحبطت السلطات محاولة لتهريب 3 ملايين حبة كبتاجون مخبأة داخل إرسالية واردة إلى المملكة تحت غطاء “منتجات إنارة”! وبالتنسيق مع الجهات الأمنية، تم القبض على مستقبل الشحنة، مما أفشل مخططاً إجرامياً كان يمكن أن يسبب كارثة!!!
العملية الثانية: التكييف الذي أخفى السموم!
حيث تم الكشف عن عملية تهريب أخرى أكثر جرأة، حيث تم ضبط 1.3 مليون حبة كبتاجون مخبأة داخل إرسالية “أجهزة تكييف”!!!.
هذه العمليات تكشف حجم التحديات التي تواجهها المملكة في حماية حدودها من عصابات المخدرات، وتوضح حجم الإستهداف للشعب السعودي ومقدراته و تؤكد على كفاءة الجهات الأمنية في التصدي لهذه المخططات الإجرامية.
أيها الكرام علينا جميعاً تحمل مسؤولية محاربة المخدرات بكل صورها وأشكالها، والمساهمة الفاعلة في مكافحتها بمد جسور التواصل البناء مع الناشئة من شبابنا وفتياتنا.. وغرس قيم الوعي الإيجابية لديهم، لتخلق حصانة ذاتية، وحماية نفسية، ترفض المخدرات وتساهم في مكافحتها والوقاية منها ودمتم آمنين .
عبدالله بن سالم المالكي
كاتب رأي ومستشار أمني
الإثنين 10 / 3 / 2025
صحيفة مكة الالكترونية